تكاليف باهظة للفحوصات الطبية بريف قامشلي تدفع ذوي مرضى للبحث عن بدائل

جل آغا – نورث برس

يحاول ذوو مرضى في ريف مديني قامشلي وديرك، شمال شرقي سوريا، إيجاد بدائل لزيارة عيادات الأطباء الخاصة، وذلك بهدف تجنب ما وصفوه بتكاليف “باهظة” للفحوصات الطبية، بينما يقول مسؤول طبي إن الحل في المشافي والمستوصفات العامة.

وتبلغ أجرة المعاينة الطبية، بحسب تسعيرة رسمية أقرتها الإدارة الذاتية، خمسة آلاف ليرة سورية.

إلا أن المرضى يقولون إن بعض الأطباء وضعوا تسعيرات أعلى، إلى جانب تكاليف التحاليل المخبرية والصور الشعاعية والفحوصات الطبية الأخرى، ناهيك عن أثمان الأدوية.

“استغلال شهرة”

وقال أحمد السالم (47 عاماً)، وهو من سكان قرية القاسمية بريف جل آغا، إنه لم يعد يستطيع ارتياد عيادات الأطباء بسبب التكاليف الباهظة للمعاينة والفحوصات الطبية.

وأضاف: “أبسط تحليل يطلبه الطبيب سيكلفني أربعة آلاف ليرة، ووضعي الصحي يحتاج لأكثر من طبيب.”

ويعاني “السالم”، الذي يعيل خمسة أطفال بالاعتماد على أجرة يومية، من فقر الدم وارتفاع الضغط، بالإضافة لآلام مزمنة في الظهر.

يقول إنه يتوجه مؤخراً إلى الصيدلية ليحصل على مكونات وصفة سابقة، وذلك لتجنب تكاليف كشف طبي جديد.

واتهم المريض بعض الأطباء “باستغلال مهارتهم وصيتهم بين الناس لرفع أجور المعاينة.”

ورغم أن عادة اللجوء للصيدلي في وعكات بسيطة كأمراض البرد والجروح والحروق البسيطة منتشرة منذ القديم، إلا أن الأمر يصل أحياناً لمن يعانون أمراضاً مزمنة وخطرة تتطلب دقة في العلاج.

“معاملة سيئة”

ويرى أطباء في المنطقة إن المعاينة التي وضعتها اللجان الطبية في الإدارة الذاتية غير منصفة وسط الغلاء وبعد انهيار قيمة الليرة السورية.

وقال طبيب أمراض نسائية بريف قامشلي، اشترط عدم نشر اسمه، إن أجرة المعاينة الطبية كانت قبل حوالي عشرة أعوام 500 ليرة، “كان المبلغ يعادل حينها 12 دولاراً أميركياً، وهو ما يقدّر الآن بحوالي 35 ألف ليرة.”

لكن هذه الحسابات لا تروق غالبية السكان الذين يتهمون بعض الأطباء بتقصّد إساءة معاملة المرضى الذين لا يملكون ما يكفي من الأموال اللازمة للفحوصات.

وقال خالد المسلط (35 عاماً)، وهو من سكان ريف تربسبي (القحطانية)،  إنه يواجه “سوء معاملة” في عيادات الأطباء التي يقصدها بكثرة لأن طفله المولود حديثاً يعاني من “نقص أكسجة دماغية.”

وأضاف: “الكشوفات الطبية والتحاليل والأدوية والمشافي أمور تحتاج لحل.”

وصرف “المسلط” ما يقارب مليون ليرة لمعالجة ابنه الذي لم يتم شهراً واحداً من عمره.

“وجه آخر”

لكن مريم الحسن (27 عاماً)، وهو اسم مستعار لوالدة طفلة مريضة في بلدة جل آغا (الجوادية)، تقول إنها طبيب ابنتها المريضة “يتفهّم وضعها المادي.”

وأضافت أنها زارت عيادة الطبيب الذي يساعدها ولم تكن تملك إلا أجرة الطريق.

ولا تخلو المنطقة من مبادرات إنسانية لأطباء من خلال تخفيض أجور المعاينة لحدود ألفي ليرة فقط، أو القيام بعمليات جراحية مجانية بين الوقت والآخر.

ومن جهته، قال الرئيس المشارك لمديرية الصحة في ديرك، الطبيب محمد عدنان، إن إجراءات المساءلة والتغريم القانونية بحق العيادات الخاصة تتم بعد ورود شكاوى حول عدم التزامهم بالتسعيرات المحددة.

وأضاف أن “المعاينة محددة من قبل هيئة الصحة بخمسة آلاف ليرة سورية، وهي ثابتة حتى لو وصل سعر صرف الدولار لأربعة آلاف ليرة.”

ويرى الرئيس المشارك لمديرية الصحة في ديرك أن الحل هو في المستوصفات والمشافي العامة.

وتضم بلدات ريف ديرك وقراها ست مستوصفات مجانية إلى جانب مشفى الشعب بديرك الذي تتوفر فيه كافة الاختصاصات ويقدم العلاج بالمجان.

وينصح “عدنان” المرضى بعدم تجاوز دور الطبيب، “فالصيدلي ليس مخولاً بتشخيص الحالات المرضية.”

إعداد: سلام الأحمد – تحرير: حكيم أحمد