ازدياد وفيات كورونا بين كوادر طبية وتعليمية بحماة وسط إمكانات ضعيفة للرعاية

حماة – نورث برس

شهدت الأيام الأخيرة من العام 2020 ازدياداً في عدد الوفيات بسبب كورونا في حماة، وسط سوريا، وكان أبرزهم أطباء ومعلمين اضطروا لمخالطة المصابين.

ويقول أطباء في المدينة إن الأمور تتخذ المنحى الأسوأ بعد خسارة هؤلاء، وفي ظل ضعف إمكانات مواجهة الجائحة العالمية في المشافي وعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية في المدارس وأماكن التجمعات.

“أطباء رحلوا”

وخسرت حماة، خلال الشهر الفائت، عدداً من أبرز أطبائها بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، بينهم الدكتور بسام مختار رئيس قسم العيادات الخارجية في المشفى الوطني، والدكتور الصيدلاني أكرم بيطار، وطبيب العينية كريم السلوم.

وقال محمد الغريب (46عاماً)، وهو طبيب صدرية  في مشفى حماة الوطني، لنورث برس، إن أعداد الإصابات ازدادت الشهر الفائت، “وبلغت ذروتها منذ أسبوع، إذ ازداد عدد الحالات الحرجة والوفيات.”

 وأضاف أنه تم إيقاف إرسال المسحات إلى العاصمة دمشق، لعدم توفر إمكانية إجراء اختبارات للعدد الهائل من المشتبه بإصابتهم.

 وبسبب عدم توفر مركز لإجراء الاختبارات داخل حماة، كانت المسحات تُرسل إلى دمشق لتأتي النتيجة بعد أيام سلباً أو إيجاباً.

وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا التي سجلتها وزارة الصحة السورية حتى يوم أمس الاثنين 11.799 ، شفيت من بينها 5.615 حالة، بينما تم تسجيل وفاة 734 مصاباً.

“إمكانات ضعيفة”

ويبلغ عدد من يراجعون المشفى الوطني في حماة بسبب إصابتهم بكورونا أو الاشتباه بها 100 حالة، عدا عن الإصابات التي تتوجه إلى المشافي الخاصة.

وتم توسيع قسم العزل داخل المشفى الوطني من 30 إلى 84 سريراً، “كلها مشغولة ولم يعد بالإمكان استقبال أي مريض”، بحسب “الغريب”.

وبحسب الطبيب، يبلغ عدد الوفيات في حماة بسبب كورونا يومياً عشر حالات، بينها شباب، على عكس موجة كورونا الأولى التي كانت تهدد حياة كبار السن.

وأصيب معظم الأطباء والممرضين في المشفى بفيروس كورونا، بسبب عدم كفاية السترات الواقية ومستلزمات الوقاية لجميع الأطباء.

وأشار “الغريب” إلى أن بعض المصابين من الأطباء توفوا، وما يزال آخرون في الحجر الذاتي، بينما تماثل آخرون للشفاء.

كما وخسرت المدينة في فترات سابقة من العام الدكتور المهندس حسن المصري، والدكتور في كلية الاقتصاد في جامعة حماة  عبد القادر مندو،  والطبيبة ناريمان منصور، والطبيب إسماعيل حسين كردية وغيرهم من الكوادر الطبية والعلمية.

وقال يامن الشقفة (32 عاماً)، وهو ممرض في أحد المشافي الخاصة بحماة، لنورث برس، إن المشافي الخاصة مليئة بالمصابين بفيروس كورونا، وإن معظم الحالات التي تراجع المشافي الخاصة تحتاج منافس وعناية مشددة.

وأضاف أن الوضع شكل عبئاً كبيراً، لأن عدد المنافس وغرف العناية محدود، “لدرجة أن بعض المشافي فضلت مرضى أقل سناً على المسنين، وذلك أمر مؤلم إلا أن الأمر خرج عن السيطرة.”

وتبلغ كلفة الليلة الواحدة للمصاب بكورونا في العناية المركزة داخل المشفى الخاص مليون ليرة سورية، ما دفع بعض ذوي المرضى لنقلهم لمنازلهم إذا أمكن توفير منفسة لهم، أو إلى المشفى الوطني إذا توفرت “الواسطة”.

“ومعلمون أيضاً “

ويقول سكان إن الإجراءات الاحترازية والقرارات الصادرة عن محافظة حماة حول إلزام المدنيين بارتداء الكمامات في وسائل النقل العامة والمؤسسات وإغلاق صالات الأفراح والعزاء بقيت “حبراً على ورق.”

و قالت مريم السرميني (36 عاماً)، وهي معلمة في إحدى مدارس المدينة، إن المدارس مليئة بالإصابات بين الطلاب والكادر التعليمي وسط ازدحام أكثر من أربعين طالب ضمن الصف الواحد.

 وأضافت أن مدرستها خسرت “معلمة قديرة” أُصيبت بعدوى الفيروس من طلابها وتوفيت بعد أسبوع من المعاناة بسبب المرض.

ومن  المعلمين الذين خسرتهم المدينة، خلال الأسبوعين الماضيين، المعلمات ختام صليعي وأمل خلوف وفاطمة محشية وعلية عزو والمعلمان يوسف تليتي ومصطفى عدي وغيرهم.

إعداد: علا محمد – تحرير: حكيم أحمد