صحيفة إسرائيلية: إيران تواصل نشاطها في سوريا بعد سليماني ولكن بكفاءة أقل
رام الله ـ نورث برس
قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الثلاثاء، إن إيران ووكلائها يواصلون نشاطهم في سوريا، رغم تغييرات معينة في الانتشار وخفض حجم القوات الإيرانية الناتج من تغيّر حاجات القتال في أعقاب حسم الحرب السورية.
وأضافت الصحيفة أنه أيضاً في العراق، تواصل إيران جهودها للمحافظة على نفوذها على الرغم من الصعوبات، وفي الأساس حيال جهود رئيس الحكومة العراقية كبح إيران والفصائل الشيعية الموالية لها.
ويواصل فيلق القدس بعد اغتيال قاسم سليماني، القيام بدور مركزي في جهود التمركز الإيراني.
وبحسب معهد دراسات “الأمن القومي” الإسرائيلي، فإن منذ استلامه منصبه في كانون الثاني/ يناير 2020 قام إسماعيل قاآني بثلاث زيارات إلى العراق ومثلها إلى سوريا.
وفي موازاة ذلك، يستمر التعاون بين إيران وحلفائها في المنطقة وتمويل نشاطاتهم وتسليحهم من جانب طهران.
لكن “الأمن القومي” الإسرائيلي يرى أن وريث سليماني يلاقي صعوبة في المحافظة على الشبكة التي طورها سلَفه مع التنظيمات والفصائل التي تعمل برعاية الحرس الثوري.
وبخلاف سليماني، لم يعد مطلوباً منه (قاآني) إدارة معركة عسكرية واسعة، بحسب الدوائر الأمنية الإسرائيلية.
وأضافت الدوائر الأمنية: “في العقد الأخير حدثت تغييرات مذهلة في أساليب عمل فيلق القدس وقيادته. في أعقاب الحرب الأهلية في سوريا والمعركة ضد تنظيم داعش.”
وتحول الفيلق من وحدة نخبة إلى عنصر مركزي في إدارة المعركة العسكرية في سوريا والعراق.
وأشارت إلى أن سليماني نفسه الذي حرص في الماضي على المحافظة على عدم الظهور الإعلامي وفضّل العمل من وراء الكواليس، “صعد إلى مقدمة المسرح.”
ووفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” فإن “فيلق القدس” الإيراني تحت قيادة قاآني يبدو أنه عاد إلى أسلوب عمله في الماضي.
ويتمثل أسلوب العمل القديم للفيلق، “كقوة قليلة العدد ونوعية مسؤولة عن عمليات سرية، في الأساس بواسطة تنظيمات تابعة له تعمل تحت مظلة إيرانية لتحقيق أهداف إيران الاستراتيجية.”
وعلى رأس تلك الأهداف، “طرد القوات الأميركية من المنطقة، وتعميق نفوذها في المنطقة، ومواصلة تسليح حزب الله”، بحسب الصحيفة.
وترى “يديعوت أحرنوت” أن فيلق القدس عاد إلى تبنّي جزء من الأساليب التي ميزته في الماضي، ويركز على التنسيق بين حلفائه في المنطقة ومواصلة مساعدتهم من خلال توزيع جزء من صلاحيات قائد الفيلق.
وكان الفيلق في عهد سليماني بمثابة رئيس أركان وطني في القيادة الإيرانية، بين قيادة حزب الله وقادة الفصائل الشيعية في العراق.
ومما لا شك فيه، بحسب الصحيفة، فإن اغتيال سليماني وجّه ضربة قاسية إلى إيران. وهذا ما يؤكده الخبير بالشأن الإسرائيلي نظير مجلي لنورث برس.
وقال “مجلي”: إن “سليماني كان يتمتع بمستوى ذكاء استراتيجي على درجة عالية.. وهو ما يعني أن إيران خسرت باغتياله ولم يتوفر البديل الذي يفكر على طريقته.”
وتخلص صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى القول: “في كل الأحوال، نشاط إيران في السنة الماضية يثبت مرة أُخرى نيتها الاستمرار في استغلال أي فرصة للدفع قدماً بأهدافها الاستراتيجية على الرغم من كل الصعوبات.”