غلاء اللحوم في ديرك وعائلات لا تتناوله لأشهر

ديرك – نورث برس

أدى ارتفاع أسعار اللحوم والفروج إلى عدم تمكن غالبية سكان مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، من الحصول على احتياجات عائلاتهم منها، بينما يقول باعة إن أرباحهم قلت منذ الموجة الجديدة للغلاء قبل أشهر.

وتشهد الأسواق في غالبية المناطق السورية تصاعداً في الأسعار منذ سنوات، ازدادت وطأتها منذ بدء تطبيق قانون العقوبات الأميركية “قيصر” منتصف العام الفائت.

“أسعار غالية”

وقال محمد صوفي طاهر (70 عاما)، وهو من سكان المدينة، إنه اشترى “ثلاثة فراريج صغيرة” بـ21.500 ليرة سورية.

ولم يكن “طاهر” يحمل كامل المبلغ لأنه لم يتوقع أن يكون سعر الفروج قد وصل إلى أكثر من 3500 ليرة سورية.

وأضاف أن غالبية العائلات ذات دخل محدود ولا تستطيع شراء الفروج بهذا السعر ولا لحم الغنم الذي بلغ سعره 13 ألف ليرة سورية.

ودعا “طاهر” الإدارة الذاتية إلى النظر لحال عائلات “لا تتناول اللحوم لأشهر” والقيام بخطوات لتحسين الأحوال المعيشية وضبط الغلاء.

ووصف حسين العلي، وهو عامل نظافة في ديرك، أسعار اللحوم بـ “الجريمة.”

وقال إنه يكتفي بشراء الفروج لمرة واحدة شهرياً، “وغالباً بالدين.”

ويبلغ راتب “العلي”، الذي يعيل عائلته المكونة من عشرة أشخاص، 230 ألف ليرة سورية شهرياً وهي لا تكفي مصاريف عائلته “سوى نصف الشهر.”

ويتهم الموظف، وسكان آخرون، بائعي اللحوم والفروج بتقديم أسباب غير مقنعة من خلال الحديث عن سعر صرف الدولار الأميركي، “لأن اللحوم والفروج إنتاج محلي.”

“غلاء مستمر”

لكن لقمان هوسته، وهو بائع فروج، أعاد أسباب الغلاء إلى ارتفاع أسعار الأدوية والأعلاف وأجور النقل، بالإضافة إلى الرسوم التي يدفعها تجار للجمارك لقاء استيراد الفروج من مناطق سورية أخرى أو من تركيا.

ويرى البائع أن الإدارة الذاتية وأصحاب المداجن مطالبون بضبط الأسعار حتى يستطيع السكان شراءها ويعود عمله إلى سابق عهده.

ويضطر “هوسته” لشراء علف للدجاج لأنه لا يتمكن من بيعه كله في اليوم ذاته.

وأشار إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من الفروج كان يباع قبل شهر بـ 3.300 ليرة سورية، أي أنه كان أقل بـ200 ليرة لكل كيلوغرام.

 وارتفعت أسعار الفروج “المقطّع” أكثر، إذ وصل سعر كيلوغرام صدر الفروج إلى 6.500 ليرة، وكيلو الجوانح إلى 4.800 ليرة، بينما بلغ سعر الكيلوغرام المفروم من لحم الفروج إلى 6300 ليرة سورية.

“أرباح قليلة”

وقال حسن إبراهيم، وهو بائع لحوم في سوق القصابين بديرك، إن ضعف القدرة الشرائية لدى الأهالي أدى إلى تراجع الإقبال على الشراء.

ويباع الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم بـ 13 ألف ليرة سورية، ولحم البقر بـ 12.500 ليرة.

وذكر “إبراهيم” أنه كان يذبح سابقاً نحو ستة رؤوس من المواشي ويبيعها يومياً، “حينها كان الكيلوغرام يباع بأربعة آلاف أو خمسة آلاف فقط.”

وأضاف: “حالياً، تبقى الذبيحة أو الذبيحتان ليومين أو ثلاثة حتى تباع.”

ويقول “إبراهيم”  إن الباعة ولجان التموين لا يتحملون مسؤولية الغلاء، لأن السبب الحقيقي هو أسعار المواشي التي بلغ ثمن الرأس الواحد منها 500ألف أو 600 ألف ليرة بعد ان كان يباع بـ 150 ألف ليرة.

ويضيف: “لو أردت الحصول على ذبيحة سليمة ولحوم من النوعية الأفضل فسيكلفك الكيلوغرام أكثر من 15 ألف ليرة”، وذلك في إشارة إلى أن ما يباع في الأسواق هو لمواشٍ تعاني عيوباً بسيطة كالعرج أو النحافة.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: حكيم أحمد