تقرير لمعهد “أتلانتيك” الأميركي حول مآلات الملف السوري في ظل إدارة بايدن

واشنطن – نورث برس

نشر معهد “اتلانتيك” الأميركي، أمس الاثنين، تقريراً حول مآلات الملف السوري المحتملة في ظل إدارة جو بايدن بعد انتخابات أميركية انتظر السوريون نتيجتها بفارغ الصبر أملاً بتغيير ما قد تجلبه الإدارة الجديدة.

ورأى التقرير أن القيود والعوائق التي تواجهها إدارة جو بايدن في سوريا تجعل احتمالية حدوث تغيير جذري في الملف السوري في عهده ضئيلة جداً.

وأشار المعهد في تقريره إلى أن هذا يعود لارتباط الملف السوري بعدد من الملفات المثيرة للجدل في الولايات المتحدة “وفي مقدمتها تعقيد العلاقة الأميركية – التركية وسياسات محاربة الجماعات الإرهابية والتنافس الأميركي  ـ الروسي والوقت الخطأ.”

وجاء في تقرير “اتلانتيك”، تعيينات جو بايدن لمسؤولي الخارجية الأميركية تؤكد أنها إدارة ترغب باستعادة الدور الأميركي القيادي في العالم، واختياره لأنتوني بلينكن تحديداً كوزير للخارجية الأميركي له صلة خاصة بآفاق السياسات تجاه سوريا.

وأنتوني بلينكن الذي كان أحد دبلوماسيي الصف الثاني في إدارة باراك أوباما، أقرّ بفشل سياسات أوباما تجاه سوريا: “فشلنا ليس لأننا لم نحاول ولكن لأننا لم نتمكن من منع موجات النزوح واللجوء الكبيرة.”

وأشار بلينكن في مقابلة مع برنامج “Face The Nation” الأميركي إلى أن الآلية القادمة والممكنة لمستقبل سوريا هي دعم الشركاء المحليين في شمال شرقي سوريا.

بالإضافة “لمواصلة الضغط على نظام الأسد للحصول على تنازلات والبدء في إعادة الانخراط في مسار دبلوماسي للحل”، بحسب بلينكن.

ويرى تقرير “ذا أتلانتيك” أن ما يشير إليه بلينكن والمقرّبين من بايدن من نيتهم تطبيق ضغوط على الأسد لإجباره على القبول بحل سياسي “لا يخرج عن أنه وعود عامة.”

وأشار التقرير إلى أن أوباما وترامب ورغم الاختلاف الظاهري بين سياساتهما تجاه سوريا تعاملا مع الملف السوري بطريقة متشابهة دون إدراكهما أن الاستقرار في سوريا من مصالح الولايات المتحدة.

ولكن على العكس، فقد أخضعا الملف السوري لمسائل جيوسياسية أوسع مثل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ومواجهة إيران، بحسب التقرير.

ومع دخول الحرب السورية عامها العاشر، ترى “ذا أتلانتيك” أن بايدن يملك ورقة واحدة فقط للتحرك في سوريا ورثها من الرئيس السابق أوباما وهي التواجد الأميركي في شمال شرقي سوريا.

وبحسب تقرير المعهد، فإن سياسة بايدن تتمثل بإبقاء القوات في شمال شرقي سوريا والدخول بحوار مع تركيا لأجل الكرد السوريين، إلا إذا انسحب ترامب فجأة من سوريا قبل العشرين من هذا الشهر.

كما يرى التقرير أن بارقة الأمل الأخرى الوحيدة، هي أن بايدن سيزيد من المساعدات ونشاط المنظمات المدنية لتجنب تدهور المأساة الإنسانية في سوريا خاصة في إدلب وشمال شرقي سوريا.

إعداد: هديل عويس ـ تحرير: معاذ الحمد