استمرار نقص الخبز في حسكة والأفران السياحية بانتظار تسعيرة رسمية للعودة للإنتاج
حسكة – نورث برس
تستمر أزمة الخبز في مدينة حسكة، شمال شرقي سوريا، بعد توقف مخابز الخبز السياحي قبيل رأس السنة وسط قلة وتدني جودة الخبز المنتج في الأفران العامة، ما أدى إلى ازدحام أمام أفران التنور ومحال المعجنات التي تبيع الخبز الأبيض.
ويقول أصحاب أفران سياحية ومسؤولون عن المخابز في الإدارة الذاتية إن “نقاشات ودراسات تجري” لعودة ربطات الخبز السياحي إلى الأسواق.
وقال ماهر حمي (29 عاماً)، وهو من سكان حي الناصرة في المدينة، إنه كان يعتمد في السابق بشكل أساسي على الخبز السياحي.
لكن توقف أفران “السياحي” عن العمل يجبره على شراء خبز الصاج أو التنور، “لأن الخبز العادي الذي يتم توزيعه من قبل مجالس الأحياء سيء الجودة وغير صالح للأكل”، على حد وصفه.
“مشكلة قديمة ومستمرة”
وقال عبدالرحمن الساير (34 عاماُ)، وهو من سكان حي الكلاسة، إن تدني جودة الخبز المنتج في الأفران العامة وقلة كميته “مشكلة قديمة ومستمرة” في مدينة حسكة.
وأضاف أنه بحاجة الآن لحوالي 30 رغيف تنور، يبلغ ثمنها ثلاثة آلاف ليرة، ليلبي حاجة عائلته المؤلفة من ستة أشخاص.
ويضطر “الساير” لهذا بسبب توقف مجلس حيّه (الكومين) عن جلب الخبز من الفرن العام، إلى جانب توقف الأفران السياحية، وارتفاع سعر الخبز “السميك” المصنوع في الأفران الحجرية إلى 300 ليرة سورية.
وفي أواسط تموز/ يوليو الماضي، قال طلعت يونس، الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في “إقليم الجزيرة” شمال شرقي سوريا، إنهم وضعوا آلية جديدة لتوزيع مادة الخبز، وإن الأيام “القليلة القادمة” ستشهد تحسناً في جودة الخبز ووصوله إلى السكان.
وفي أواخر الشهر نفسه، أعلن المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية عن البدء بوضع “براكيات” في أحياء مدن الجزيرة لإنهاء أزمة خبز آنذاك.
وكانت إدارة الأفران قد قامت بوضع 31 براكية وتخصيص تسعة محال معتمدة لتوزيع الخبز في مدينة حسكة، لكن بعضها لم يدخل الخدمة بعد، رغم مرور أكثر من خمسة أشهر.
“التوقف ليس حلاً”
وعلل مالك حاج راغب، وهو صاحب أفران إيفان السياحية في مدينة حسكة، توقفهم عن العمل بالارتفاع الكبير لتكاليف الإنتاج التي لا تتناسب مع سعر ربطة الخبز.
وأضاف لنورث برس: “عندما تم رفع تسعيرة الخبز إلى 500 ليرة كان سعر صرف الدولار الأميركي نحو 2150 ليرة، ووصل الآن لما يقارب ثلاثة آلاف ليرة.”
وتشتري أفران الخبز السياحي مواد الطحين والخميرة والسكر والأكياس من الأسواق أو من لجان الإدارة الذاتية وفق تسعيرة الأسواق.
وانتقد “حاج راغب” لجان الإدارة الذاتية المشرفة على الخبز لأنها لا تقدم لهم سوى المازوت وبسعر 150 ليرة للتر الواحد، ولا تراعي ارتفاع أسعار المواد الأخرى الخاضعة لأسعار الصرف.
ويرى صاحب المخبز أن إيقاف الإنتاج ليس حلاً، “فمن الأفضل أن توقف اللجان التموين المخالفات وتسمح بتسعيرة مناسبة مؤقتاً لحين الاتفاق على تسعيرة رسمية جديدة.”
وقبل يومين، اجتمع أصحاب أفران الخبز السياحي مع لجان من هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية، بهدف التوصل إلى حل يتم من خلاله إنهاء معاناة السكان.
وقال محمود محمد، المسؤول عن إدارة الأفران في إقليم الجزيرة، إن نقاشات تجري ودراسات تُعدّ للتوصل إلى حل لإعادة تشغيل الأفران السياحية.
وأضاف أن تأخر التوزيع في البراكيات يعود لأعمال الصيانة في الأفران وخاصة فرني تل حجر وغويران، اللذين توقفت نصف خطوط الانتاج فيهما، بينما عجزت الأفران المتبقية عن تأمين كميات كافية.