رام الله ـ نورث برس
اعتبر عنان وهبي أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، الأحد، أن التهديدات الإيرانية والأميركية المتبادلة تندرج في سياق استعداد طهران لدخول الإدارة الأميركية الجديدة، خاصة أنها تفترض أن بايدن يريد العودة إلى اتفاق نووي جديد معها.
وقال وهبي في حديث لنورث برس إن هذه التصريحات والتهديدات المسبقة تثير قلقاً في إسرائيل وفي تركيا، حيث بدأت الأخيرة تغازل إسرائيل والدول العربية من جديد.
وأضاف: “إيران تخشى من حدوث خلل قد يؤدي إلى تصعيد عسكري ضدها في العراق أو في إيران ذاتها، كرسالة أخيرة من الرئيس ترامب قبيل انتهاء فترته الرئاسية.”
لكن “وهبي” اعتبر ذلك عاملاً يدفع إيران إلى ضبط سلاحها.
من ناحية أخرى، تسعى إيران إلى القيام بعملية رد على اغتيال قادتها، وخاصة في الذكرى السنوية لرحيل قاسم سليماني ليليه عراب الذرة فخري زادة، بحسب عنان وهبي.
ويقدر الباحث الاستراتيجي “وهبي” أن إيران تريد استخدام أذرعها في المنطقة، خاصة جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن وحزب الله اللبناني، للقيام بعملية ما.
لكن القوات الأميركية في الخليج، وحسب تهديدات إسرائيلية واضحة مصحوبة بغواصات إسرائيلية، تهيمن على مياه الخليج العربي وتهدد طهران مباشرة.
ويرى وهبي أن الهدوء الحذر سيستمر حتى دخول إدارة بايدن، وأن إيران ستستخدم حرب وكالة لعمليات محدودة، وقد تؤدي إلى تصعيد أمني خاصة عند دخول إسرائيل مرحلة انتخابية جديدة.
في غضون ذلك، اعتبرت قراءات إسرائيلية أن ادعاء وزير الخارجية الإيراني بأن “إسرائيل ستضرب أهداف أميركية من أجل الدفع لحرب مع إيران، دليل على عدم نية طهران بأي مواجهة قبل مجيء بايدن لسدة الرئاسة.”
وكانت شبكة “سي إن إن” الأميركية قد نقلت عن مسؤول في واشنطن قوله إن القوات البحرية الإيرانية رفعت مستوى جهوزيتها خلال اليومين المنصرمين في الخليج.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت تحركات الإيرانيين دفاعية لأنهم يتوقعون هجوما أميركياً محتملاً، أو أنها إشارات إلى أنهم يستعدون لعمليات في الخليج ضد الولايات المتحدة.
وأحد المؤشرات الرئيسية لذلك، بحسب المسؤول، هو أن عدداً من السفن العسكرية الإيرانية لم تعد في الميناء ولكنها في البحر.
وفي سياق متصل، قال يحيى رحيم صفوي كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، إن قوات بلاده ترصد كافة التحركات العسكرية الأميركية وقواعد واشنطن في المنطقة.
وأشار إلى أن “إيران لن تكون البادئة بأي حرب، لكن إذا هاجم العدو بلاده ومصالحها الحيوية لديها القدرة والاستعداد الكامل للرد بقوة.”