عمال في إدلب يواجهون توقف أعمالهم في الشتاء وسط ندرة الفرص

إدلب – نورث برس

يضطر عمال في إدلب، شمال غربي سوريا، للقبول بأعمال مرهقة وذات أجور متدنية بسبب عدم توفر الفرص أمامهم، لا سيما خلال فصل الشتاء، حيث تتأثر الأعمال المتعلقة بالبناء بحالة الطقس.

يقول بعض هؤلاء العمال إن تأخر الأمطار وعدم اشتدادها حتى الآن سمح لهم بالخروج للعمل في بعض الأيام، إلا أن أجورهم الزهيدة لا تستطيع مواكبة الغلاء الذي طال جميع المواد الغذائية والسلع الأساسية.

وقضى حسن الفيلوني (30 عاماً)، وهو أب لخمسة أطفال في مدينة حارم، معظم أيام الشهر الفائت دون الحصول على عمل بسبب قلة الفرص شتاءً، وقال إنه اضطر لاستدانة المال حتى يلبي بعض احتياجات عائلته.

وأضاف لنورث برس: “لا أحمل أي شهادة، وليس لدي عمل محدد، ولكن بإمكاني القيام بأعمال كثيرة، مثل إزالة الأنقاض ونقل أثاث المنازل والمساعدة في أعمال البناء.”

وحاول “الفيلوني” أكثر من مرة الدخول إلى تركيا للعمل دون أن يفلح في ذلك، فاضطر للبقاء بانتظار نهاية الشتاء لعلّه يحصل على فرص أفضل.

ولا تحتوي الأعمال التي يمارسها هؤلاء العمال على أي تأمينات، كما لا تتضمن أي شكل من الضمان أو التكافل الاجتماعي، ما يعرض المرضى والمصابين منهم لظروف قاسية.

وقال جابر الأصفر(29 عاماً)، وهو عامل نازح من مدينة سراقب إلى مخيم عشوائي في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، إن عمله في البناء يتوفر بشكل متقطع أثناء اشتداد البرد.

ولا يملك النازح مصادر دخل إضافية، بل يعتمد على أجرته اليومية  التي لا تكفي احتياجاته وزوجته.

ورغم خشية “الأصفر”، الذي يعاني من مرض القصور الكلوي، من الإصابة بوباء كورونا، لكن أبرز ما يؤرقه الآن هو توقف العمل بسبب حالة الطقس أو عدم توفر مواد البناء.

ويؤدي نقص فرص العمل إلى قبول معظم العمال بالشروط التي يضعها صاحب العمل، وهو ما يفقدهم القدرة على مواجهة الاستغلال أو الدفاع عن أنفسهم إذا شعروا بالظلم.

أما أيمن المعراتي (33 عاماً)، وهو نازح من بلدة جرجناز ويسكن مع زوجته وولديه في منزل غير مكتمل البناء في مدينة إدلب، فلا يبدو سعيداً لعدم ارتباط عمله في أحد الأفران بحالة الطقس وبرد الشتاء.

“أواجه غبناً واستغلالاً فيما يتعلق بالأجور، فساعات العمل طويلة والأجور متدنية وغير متناسبة مع الازدياد الكبير في المصاريف.”

ويعمل “المعراتي” لمدة  سبع ساعات يومياً ليتقاضى 15 ليرة تركية (ما يعادل حوالي خمسة آلاف ليرة سورية).

ويضيف أنه وآخرين يعملون في ظروف سيئة لا يجرؤون على المطالبة بزيادة الأجر، لأنهم يخشون من طردهم من أعمالهم وسط ندرة فرص عمل جديدة وسهولة أن يجلب صاحب العمل آخرين بأجرة أقل.

ولذلك يعود ويقنع نفسه بأن “الشيء الزهيد رغم التعب الكبير أفضل من العودة إلى منازلنا بأيدٍ خالية.”

وأشار “المعراتي” إلى تعدد العملات وما تسببه من غبن للعمال، فأصحاب الأعمال يتعاملون بالدولار الأميركي في تعاملاتهم، وفقط العمال يحصلون على أجور متدنية بالليرة السورية أو التركية.

إعداد: حلا الشيخ أحمد – تحرير: حكيم أحمد