عائلات في دمشق ما تزال بانتظار 100 ليتر من مازوت للدفئة

دمشق – نورث برس

تعيش غالبية العائلات السورية في مناطق سيطرة الحكومة، مطلع العام 2021، ظروفاً قاسية بسبب عدم توزيع مخصصاتها من مادة مازوت التدفئة، وسط وضع اقتصادي ومعيشي متدهور وساعات قليلة للتغذية الكهربائية.

يقول سكان إنه في حال استمر توزيع مادة المازوت على هذا الحال، لن تحصل غالبية العائلات على الـ100 لتر من المازوت التي كانوا يأملون في الحصول عليها بعد وعود من الحكومة.

وقال حسين شقير (اسم مستعار)، وهو موظف في التلفزيون الحكومي من سكان منطقة التضامن بدمشق، إنه لم يحصل على الدفعة الثانية من المازوت في العام الماضي، ولا هذا العام.

وأضاف أنه لا يمتلك إمكانات شراء المازوت من السوق السوداء.

ويبلغ سعر المازوت المخصص للعائلات 185 للتر الواحد، بينما يباع اللتر في السوق السوداء في دمشق وريفها بألف ليرة سورية.

ومنذ العام 2018، يتم توزيع المازوت عبر البطاقة الذكية وفق قرار لوزارة النفط السورية، وتشرف شركة “تكامل” على توزيع المخصصات العائلية.

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، خفّضت وزارة النفط مخصصات مازوت التدفئة للدفعة الواحدة من 200 ليتر إلى 100 فقط لم تستلمها غالبية العائلات.

ويبدو برد الشتاء تحدياً يواجهه آباء ومعيلون يجهدون لأي وسيلة تخفف قسوة الشتاء عن عائلاتهم في ظل انعدام حلول جذرية.

وقالت نسرين أحمد (اسم مستعار)، وهي مهندسة مدنية تعيش في منطقة جرمانا، إنها تنتظر منذ العام الماضي الحصول على 100 لتر من مازوت التدفئة، وإنها لا تملك خياراً للتدفئة إلا ساعات الكهرباء.

وأضافت: “ساعات طويلة نجلس أنا وأفراد أسرتي متغطين بالحرامات.”

وألقت أزمة المازوت بثقلها على واقع المواصلات في دمشق، حيث يضطر أصحاب السرافيس لانتظار ساعات طويلة على محطات الوقود المخصصة لهم.

ومن يريد اختصار الوقت ليعود إلى العمل، عليه أن يدفع للمسؤول عن المحطة والمشرف على التعبئة، بحسب سكان في العاصمة دمشق.

وحاولت نورث برس الاتصال مع مدير محروقات دمشق، إبراهيم أسعد، للاستفسار عن تأخر التوزيع، لكن لم تتلق أي رد.

وكان “أسعد” قد قال، في تصريحات سابقة، إن أولوية الحصول على مازوت الدفعة الأولى هذا العام ستُعطى للعائلات التي لم تحصل على مخصصات الدفعة الثانية العام الماضي.

ولجأت عائلات في العاصمة إلى الحطب الذي يتراوح سعره بين 75 و80 ألف ليرة، بينما تزداد الظروف قسوة حين تكون العائلة ذات دخل محدود أو تعاني من ظروف صعبة أصلاً.

وقال معمر عبدالله (47 عاماً)، وهو أب لثلاثة أطفال يعيش مع عائلته في شقة غير مكتملة البناء في جرمانا، إنه أقفل النوافذ بالنايلون، “لكن هذا لا يمنع الريح ولا البرد، ولا دخول المطر.”

ويساعد الأطفال والدَهم بعد عودتهم من المدرسة في جمع بقايا الخشب من الشوارع والكرتون الذي ترميه المحلات للتدفئة.

يضيف الأب، وهو يسند دراجته الهوائية التي حمّلها بعلب الكارتون الفارغة: “يوميتي كعامل بالكاد تكفي لاحتياجات العائلة الأساسية، لا أستطيع شراء المازوت من السوق السوداء.”

إعداد: أوس حمزة – تحرير: حكيم أحمد