سوريا المستقبل: إصرار النظام على الخيار العسكري استنزف خزينة الدولة
الرقة – نورث برس
قال رئيس حزب سوريا المستقبل، إبراهيم القفطان، إنه ما تشهده الليرة السورية اليوم من تراجع متسارع أمام العملات الأجنبية ليس غريباً، “ولكن الغريب هو إصرار السلطة السورية على الترويج لأوهامها في ربط ما يحصل بمؤامرة كونية للنيل من موقفها الممانع.”
وأضاف القفطان في تصريحٍ لنورث برس، أن “النظام ما زال يُصرُّ على تجاهل ما صنعه ضد السوريين، ويُنكِر الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا التدهور الاقتصادي غير المسبوق.”
وأشار إلى أن “النظام” يتجاهل ما خلّفه العنف السلطوي المفرط وإباحة مختلف وسائل الفتك والتنكيل من تدمير لأجزاء كبيرة من البنية التحتية في سوريا، وتخريب مساحات واسعة صالحة للزراعة وتعطيل المنشآت الصناعية، وتدمير قطاع السياحة، وتهجير ملايين السوريين من أصحاب الكفاءات العلمية والمهنية، على حدِّ قوله.
وقال القفطان إن رفض النظام للحلول السياسية الحقيقة وإصراره على الخيار العسكري والاستمرار في استثمار موارد البلاد لاستجرار السلاح ولتغطية تكاليف العمليات العسكرية طيلة سنوات الحرب “أدى لاستنزاف خزينة الدولة من العملات الصعبة بشكل كبير.”
وبرزت في سوريا ظاهرة جديدة لم تكن معروفة مسبقاً، وهي ظاهرة الابتزاز المالي للتجار ورؤوس الأموال الوطنية ما أدى إلى هروبهم خارج البلاد وبالتالي تدهور القطاع الخاص، بحسب القفطان.
وأشار السياسي السوري إلى أن التدهور الاقتصادي في سوريا يكشف مدى العجز والارتهان الذي وصلت إليه الحكومة السورية، والكوارث التي ألحقتها بالبلاد ومقدراته، “كي تحافظ على سلطتها وامتيازاتها.”
وكانت سوريا قد جاءت في المركز ما قبل الأخير في قائمة التقرير السنوي لعام 2019 لمؤشرات مدركات الفساد الصادرة عن منظمة الشفافية الدولية، تاركةً المركز الأخير لجنوب السودان والصومال.
وقال رئيس حزب سوريا المستقبل، أنه لا مستقبل للسوريين من دون تغيير حقيقي في نظام الحكم وأساليبه، “ليتم البدء بإعادة الإعمار وعودة ملايين السوريين إلى وطنهم، وقطع الطريق على الأطراف الخارجية التي تتطلّع بنهمٍ للسيطرة على مقدّرات البلاد ومستقبل شعبها.”