موسكو – فهيم الصوراني – NPA
نفى الدبلوماسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف أن تكون موسكو تدخلت في التغييرات الأمنية الأخيرة، التي طالت عدد من قيادات الاجهزة الأمنية في سوريا.
ماتوزوف شدد في حديث خاص لـ "نورث برس" على أن "موسكو لا تقول لدمشق ما الذي عليها فعله أو عدمه، لأن سياستها تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسوريا هي بلد حليف، وروسيا معنية بسياده قرارها ووحدة أراضيها".
وأضاف أن روسيا تدخلت لمساعدة سوريا في حربها ضد الإرهاب، وأنها "لا تتعامل بسياسة الإملاء مع الحلفاء".
الدبلوماسي الروسي اعتبر أن الترويج لأخبار كاذبة حول "وجود بصمة روسية على قرار التغييرات في القيادات الأمنية في سوريا، يأتي في سياق محاولات إضعاف الروح المعنوية للسوريين، وضرب الجبهة الداخلية، وتوسيع مروحة المزاعم حول تباينات بين موسكو ودمشق وطهران، في مقاربة التطورات العسكرية الأخيرة ولا سيما في الشمال".
ولفت ماتوزوف إلى أن موسكو تدرك تعقيدات الأوضاع في إدلب وشرق الفرات والركبان، وهي في تنسيق لحظة بلحظة، وعلى أعلى المستويات مع القيادة السورية، لمواجهة استحقاقات الأوضاع في تلك المناطق".
موسكو وطهران والملف السوري
وبخصوص ما تروج له وسائل إعلامية عن وجود خلافات عميقة بين موسكو وطهران في الملف السوري، رأى أن "حصول تباينات طفيفة، إذا كانت موجودة أصلاً، هو شيء طبيعي قد يحصل نظراً لدقة الظروف التي تمر بها الأزمة السورية، لكن الأساس يبقى، في أن إيران هي الحليف الأبرز في الحرب ضد الإرهاب في سوريا".
وسخر الدبلوماسي الروسي من الادعاءات التي وصفها ب"الكاذبة" بحصول اشتباكات بين عناصر من القوات الروسية من جهة، والإيرانية من جهة أخرى، فضلاً عن محاولات روسية لإضعاف الوجود الإيراني في سوريا، متسائلا، "لماذا لا تقوم الجهات التي تروج لهذ الأكاذيب، بتقدم ولو دليل واحد على هذه المزاعم؟".
ورداً على ذلك، لفت ماتورزف إلى تصريحات مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص إلى سوريا، الكسندر لافرنتييف، والذي أكد فيه أن القيادة الروسية أبلغت واشنطن وتل أبيب بشكل واضح موقفها بخصوص الوجود الإيراني في سوريا، والذي تعتبره شرعياً، فضلاً عن رفضها ممارسة أية ضغوط على الجمهورية الإسلامية في هذا السياق، ووصفه إياها بأنها غير مجدية".