تطورات إقليمية تقود الملف الليبي لسيناريوهات توافقية

القاهرة – نورث برس

شهدت الأيام الأخيرة تطوراتٍ لافتةً، في تفاصيل الاتصالات الخاصة بالملف الليبي، كان أبرزها زيارة وفد مصري إلى ليبيا ولقائه مسؤولين بحكومة الوفاق (المدعومة من تركيا)، وذلك للمرة الأولى منذ ست سنوات كاملة.

وجاءت الزيارة تزامناً مع زيارة وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إلى طرابلس، وتحذيراته التي أطلقها للجيش الوطني الليبي بقيادة، المشير خليفة حفتر.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في لقاء مع وزير خارجية حكومة الوفاق الليبي، محمد سيالة، الأربعاء، إنه “يتعين على الليبيين الآن اتخاذ خيار تاريخي لصالح إنهاء الصراع الأهلي بين الأشقاء والمصالحة الوطنية.”

وجاء كلام لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في موسكو، مع نظيره في حكومة الوفاق الليبي محمد سيالة.

مساعي للتقارب

وقال محمد العباني، رئيس المؤتمر الليبي الجامع، لنورث برس، إن “زيارة الوفد المصري ولقائه مسؤولين بحكومة الوفاق، إنما تؤكد أن هناك مساعي بين الأطراف الدولية للتقارب ووجود مخرج لهذه الأزمة.”

واعتبر أنه “ربما يحدث تقارب مصري ـ تركي، ولقاءات مباشرة فيما بعد بين الطرفين.”

وأضاف “العباني” أن “الأحداث والمعطيات تغيرت، الأمر الذي يمكن معه الحديث عن فرصة للتقارب.”

وذكر رئيس المؤتمر الوطني الليبي الجامع، أن أي تقارب، بين القاهرة وأنقرة واتفاقات تحدث بين الطرفين، حول الملف الليبي، معناها حل الأزمة الليبية.

وشهدت الأيام الماضية تهديدات تركية لقائد الجيش الليبي. وقال وزير الدفاع التركي إن بلاده ستعتبر، حفتر، هدفاً مشروعاً، إن استهدفت قواته القوات التركية في المنطقة.

 وربط محللون بين زيارة الوفد المصري بزيارة وزير الدفاع التركي إلى ليبيا، لكنّ آخرين كشفوا عن أن الاتصالات مستمرة منذ فترة طويلة، ولا علاقة بين الزيارتين.

اتصالات مستمرة

قال إبراهيم بلقاسم، السياسي الليبي، إن “الزيارة تأتي بعد سلسلة طويلة من العمل المشترك بين ليبيا ومصر، وأن الاتصالات بين الطرفين لم تنقطع أبداً طيلة السنوات الأربع الماضية تحديداً.”

وتكللت “تلك الاتصالات بالزيارة الأخيرة، التي أكدت القاهرة من خلالها، على انفتاحها على جميع الأطراف وفق رؤية الأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا.”

وشدد “بلقاسم” في تصريحات لـنورث برس، على أن “الوفد المصري جاء حاملاً رسالة واضحة، بأن القاهرة لن تسمح باستخدام العنف والقوة مرة أخرى كوسيلة من أي طرف من الأطراف، وأنها تدعم خطة الأمم المتحدة في ليبيا.”

واعتبر السياسي الليبي، أن “هناك توافقاً دولياً يحدث الآن، واتفاق على حل الأزمة من خلال الجهود الدبلوماسية والسياسية، وذلك باعتبار أن روسيا لديها رؤية للحل وكذلك الولايات المتحدة وأيضاً الاتحاد الأوروبي.”

وتقوم الأمم المتحدة بطرح رؤية متوازنة من خلال المساعي الدبلوماسية، بحسب “بلقاسم”، وأشار إلى أن القاهرة هي صاحبة الخطة التنفيذية للإرادة الدولية، وتتولى تحديداً الملف الاقتصادي في ليبيا.

إعداد: محمد أبو زيد – تحرير: محمد القاضي