سكان قرية شمال حسكة يصفون ليلة أمضوها في العراء بسبب القصف التركي
تل تمر – نورث برس
في جو شتوي قارس، تسبب قصف مدفعي عنيف للقوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، مساء أمس الثلاثاء، بنزوح سكان وأضرار مادية في ممتلكاتهم بريف بلدة تل تمر شمال مدينة حسكة.
وأمضى سكان قرية الدردارة، 5 كم شمال تل تمر، معظم ليلة أمس في العراء بعد سقوط أكثر من 20 قذيفة على القرية ومحيطها خلال أربع ساعات من القصف التركي.
وقال إبراهيم داوود (69 عاماً)، وهو من سكان القرية: ” استمر القصف من الساعة الثامنة وحتى بعد منتصف الليل، نزحنا مع أطفالنا باتجاه العراء وسط البرد الشديد.”
وهرع أشخاص لتخليص رؤوس ماشيتهم التي هي مصدر عيشهم الوحيد، فيما بقي مسنون ضمن المنازل لعدم استطاعتهم الخروج، بحسب “داوود”.
وأضاف المسن لنورث برس: “وهذه حالتنا منذ العام الماضي.” ويتعرض ريف بلدة تل تمر للاستهداف المتكرر من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة الموالية لها، منذ سيطرتها العام الماضي على منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض.
وفي باحة منزلها، تسير فاطمة المحمد (74 عاماً) ببطء متكئة على عكازة، وتقول إنها خرجت بصعوبة من المنزل، لأنها غير قادرة على السير.
وتضيف أنها كانت ليلة “ظلماء” بسبب من وصفتهم بعديمي الرحمة، في إشارة إلى الجيش التركي والفصائل الموالية له.
ويتعرض ريف بلدة تل تمر للاستهداف المتكرر من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة الموالية لها، منذ سيطرتها العام الماضي على منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض.
وجاء القصف التركي على قرية الدردارة ليلة أمس، بعد يومين من استهداف القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها، قرى أخرى بريفي بلدتي تل تمر وأبو راسين شمال مدينة حسكة.
ويتزامن القصف التركي على ريف بلدة تل تمر مع استمرار الهجمات على بلدة عين عيسى بريف الرقة شمالي سوريا.
وقال علي محمد (31 عاماً)، وهو أب لثلاثة أطفال، إنه لم يدرِ ما يفعل حين بدأ القصف، “فأطفالنا كان يبكون من الخوف، ودائماً يشتد القصف في الشتاء، العام الماضي أيضاً كانت الثلوج تهطل حين خرجنا من منازلنا تحت قصف المدافع.”
وأضاف أن أكثر من 20 قذيفة سقطت على القرية ليلة أمس، ودوي الأسلحة الثقيلة كان يملأ المنطقة.
وأشار “محمد” إلى أنهم مجبرون على البقاء في القرية الواقعة على خط التماس، “لعدم وجود مأوى آخر لهم.”
وطالب المنظمات والجهات الدولية بالوقوف مع السكان وإيقاف استهداف قراهم.