تنظيم “الدولة الإسلامية” يعاود تشكيل صفوفه (القسم الثاني)

NPA
يحاول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ترتيب صفوفه من جديد ما يمكن أن يشكل خطراً تدميريا أكبر من حملته عام 2014، وتساهم خلايا التنظيم النائمة خارج العراق وسوريا بموارد في حملتها في هذين البلدين مع إعطاء التنظيم دفعا متجدداً.
وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" بدء حملة عالمية جديدة تسمى "معركة الاستنزاف" في 31 أيار/مايو 2019, وأوعزت دعايتها إلى قواتها بالاستيلاء على التضاريس مؤقتاً كوسيلة لمناهضة خصومهم.
فرص جديدة
وتمنح قدرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على القيام بحملة في وقت واحد في الخارج وفي العراق وسوريا فرصاً جديدة, ومن شأن نجاحها في إعادة تشكيل "الخلافة المادية" في العراق وسوريا أن يؤدي إلى موجات جديدة من هجمات (داعش) في أوروبا وأن يضفي الشرعية بشكل خطير على رواية التنظيم "عن النصر الطويل الأجل".
خطأ جسيم
وتقترف الولايات المتحدة خطأ جسيماً من خلال إلغاء ترتيب أولويات هذا الجهد في لحظة محورية تكون فيها المكاسب في أضعف مستوياتها.
خطوات ضرورية
إن اتخاذ خطوات فورية للحد من عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا مهم جدا، بما يتضمن عكس مسار الانسحاب الأمريكي المستمر من سوريا.
وسيكون من الضروري تقديم المزيد من الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية. وينبغي للشركاء والحلفاء الأمريكيين "أن يساهموا، ولكن يجب أن يدركوا أنه البلد الوحيد الذي تتوفر له القدرة والوضوح الأخلاقي لقيادة هذا الجهد".
كما ينبغي على الولايات المتحدة أن تعطي الأولوية لعمليات المساعدات الإنسانية, لا سيما بين السكان القاصرين الذين يعانون من صدمات كبيرة ويعيشون في مخيمات النزوح في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ويمكن أن تساعد هذه الإجراءات في خفض معدل وحجم إعادة نمو تنظيم "الدولة الإسلامية" وتوفير الوقت اللازم للولايات المتحدة لوضع استراتيجية أكثر قوة لهزيمة التنظيم وتهيئة الظروف التي من شأنها منع إعادة تشكيل أخرى.
فرص "داعش" في الشمال السوري
يمتلك تنظيم "داعش" فرصة فريدة وخطيرة لاستغلال الظروف في مرافق الاحتجاز ومخيمات النازحين داخلياً في جميع أنحاء شمالي سوريا.
ولا تملك قوات سوريا الديمقراطية الموارد الكافية لاعتقال المشتبه بهم، بأنهم من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" حيث يوجد /63/ ألفا من أفراد أسر "داعش" الموجودين حالياً في شبكة من مرافق الاحتجاز ومخيمات النازحين داخلياً، ما يصعب من مهمة اعتقالهم.
إن مخيم الهول وحده قد تجاوز الآن طاقته الاستيعابية بنحو /30/ ألف شخص، ويحمل مزيجاً قابلاً للاحتراق من أفراد أسر "داعش" الملتزمين أيديولوجياً وغيرهم من المدنيين.
وقد هاجمت عضوات من تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق والشام الحراس وغيرهم من المدنيين. "ومن الواضح أن التنظيم يقيم بالفعل شبكات داخل مخيم الهول".
قد يحاول تنظيم "الدولة الإسلامية" تنظيم المقاتلين المعتقلين والنازحين كجزء من الحملة الأوسع التي عادت إلى الظهور في العراق وسوريا، مما يوجب على الولايات المتحدة أن تساعد قوات سوريا الديمقراطية على وجه السرعة في تأمين هذه المرافق بشكل كاف ومعالجة سكانها.

رابط الجزء الأول:  تنظيم "الدولة الإسلامية" يعاود تشكيل صفوفه (القسم الأول)