سكان وبائعو لحوم بريف ديرك ينتقدون عجز إدارة التموين عن ضبط الغلاء

جل آغا – نورث برس

ينتقد سكان وبائعو لحوم في بلدتي معبدة (كركي لكي) والجوادية (جل آغا) بريف ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، عدم قدرة لجان التموين التابعة للإدارة الذاتية على ضبط أسعار اللحوم.

ويقول هؤلاء إن اللحوم أصبحت مادة معروضة في محال بيعها، وإن غالبية العائلات لا تستطيع تأمين حاجتها منه.

“طبخة عظام”

وتحدد تسعيرات رسمية للإدارة العامة للتموين في قامشلي، 11 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد من لحم الخروف بعظمه، بينما تبلغ تسعيرة لحم العجل بعظمه تسعة آلاف ليرة للكيلوغرام الواد و11 ألفاً للحم “الهبرة”.

لكن سكاناً ولحّامين أشاروا إلى أن تلك الأسعار غير مستقرة ولا تُطبَّق على الأرض، فيمكن أن يصل سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم الحمراء إلى 16 ألف ليرة.

وقالت سناء المحمد (٣٨ عاماً)، وهو اسم مستعار لأم لستة أطفال من سكان ريف بلدة كركي لكي، إنها تطبخ العظام لأطفالها كل فترة لأنها لا تستطيع دفع ثمن اللحوم.

بينما أقسم محمد السالم (٤٨ عاماً)، وهو من سكان بلدة جل آغا، بأنه يحرص على عدم انتشار رائحة اللحم بعد شرائه “مرة كل شهر أو شهرين.”

وأضاف: “أخجل إذا فاحت الرائحة في الشارع، من الممكن أن تشمَّها امرأة حامل أو طفل أو شيخ كبير ممن لا يستطيعون شراء اللحوم.”

وكان “السالم” حريصاً في السابق على شراء اللحم لأولاده كل أسبوع، وكان كل الجيران آنذاك يمتلكون إمكانات شراء الأطعمة و”اقتسام أي وجبة بينهم.”

كساد بيع

وقال عبدو كيكو (70 عاماً)، وهو بائع لحوم في بلدة كركي لكي (معبدة) منذ ٥٥ عاماً، إنه كان شاهداً على أزمات كثيرة، “لكن مثل هذه الأيام لم أرَ.”

ويدفع القصاب ٢٠٠ ألف ليرة شهرياً كأجرة لمحلّه، ويقف مكتوف الأيدي أمام غلاء الذبائح التي لا يُباع لحمها كما في السابق، “الواردات لا تغطي النفقات.”

وكان “كيكو” في مثل هذه الأيام، التي تصادف فترة أعياد، يبيع ما يقارب ١٥٠٠ كيلوغرام من اللحوم، على حدِّ قوله.

واعتبر أن لائحة الأسعار الصادرة عن التموين لا تُنصِف بائعي اللحوم، “في وقت يتلاعب غيرهم من الباعة بالأسعار مستغلّين ارتفاع الدولار.”

وأشار إلى أن “تجار المواشي يستغلون الأوضاع، والأغنام تُهرَّب للخارج.”

وفي بلدة جل آغا (الجوادية)، قال القصاب تركي الحمود، الذي يعمل في بيع اللحوم منذ ٣٥ عاماً، إنه قد لا يبيع شيئاً طوال اليوم أو قد يبيع شحماً أو عظاماً أو غراماتٍ قليلة.

وأضاف أن “ما كان سعره ١٥٠٠ ليرة بات اليوم أكثر من ستة أضعاف، والفقير يدفع الثمن.”

وأشار “الحمود” إلى أنه بات يفكر بشكل جدي في البحث عن عملٍ آخر.

وقالت ريما عبدالله، وهي إدارية في لجنة التموين في جل آغا، إن من الصعب التحكّم في الأسواق وسط عدم استقرار سعر صرف الدولار.

وأضافت أنهم يقومون بجولات في الأسواق، “نراقب فيها الأسعار ونتأكد من جودة اللحوم، وذلك بالتنسيق مع لجنة الصحة التي تتابع صلاحية اللحوم المعروضة.”

إعداد: سلام الأحمد – تحرير: حكيم أحمد