غلاء إيجارات المنازل يرهق عائلات ونازحين في إدلب وسط غياب أي رقابة

نورث برس – إدلب

تشهد مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، ارتفاعاً كبيراً في أسعار إيجارات المنازل، الأمر الذي يزيد من أعباء سكان ونازحين يعانون من صعوبات معيشية.

ويقول سكان في إدلب إن غياب أي رقابة من قبل حكومة الإنقاذ (الجناح المدني لهيئة تحرير الشام) التي تسيطر على المدينة، يفاقم الظاهرة ويجعل الارتفاع يتجدد كلما انتهت مدة عقد لمستأجر في المدينة.

“رحلات بحث”

وبعد رحلة بحث دامت لأسابيع، تمكّن عبد الرحمن العمر (32 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة، من إيجاد شقة سكنية في حي القصور بمدينة إدلب لقاء 100 دولار أميركي شهرياً.

 وقال لنورث برس إنه واحد من “آلاف النازحين الذين يتعرّضون للاستغلال بشكل يومي بسبب غلاء الأسعار.”

وأضاف:” أعمل محاسباً لدى شركة حوالات براتب 125 دولار شهرياً، وبالتالي يجب أن أتدبر أموري بالمبلغ المتبقي مرغماً.”

واضطر “جابر الحلبي”، وهو نازح خمسيني من ريف إدلب الجنوبي، على السكن في منزل غير مجهز “على العظم” على أطراف المدينة.

وتتراوح أسعار الإيجارات في أحياء مدينة إدلب القديمة بين 50 و100 دولار أميركي، بينما تتجاوز أسعارها في أحياء أخرى 250 دولاراً، وفقاً لمستأجرين في المدينة.

وانتقل زيد المالكي، وهو اسم مستعار لموظف مستأجر في شارع الثلاثين بمدينة إدلب، إلى منطقة الملعب البلدي في أطراف المدينة بسبب قيام صاحب الشقة برفع الآجار ضعفين بعد انتهاء مدة العقد السابق.

وقال لنورث برس: “كنت أدفع 100 دولار أميركي، لكنني تفاجأت قبل أيام باتصال من صاحب المنزل يطالبني فيه بدفع 200 دولار شهرياً رغم أنه يعلم بعدم استطاعتي دفع مثل هذا المبلغ، الأمر الذي دفعني لمغادرة المنزل و استئجار آخر بـ 125 دولاراً.”

وأدى التصعيد العسكري بين قوات النظام وفصائل المعارضة، منذ نحو عام، لموجات نزوح نحو إدلب المدينة في ظل ازدحام المخيمات والمخاوف من عمليات عسكرية جديدة في الأرياف.

 ويحدث هذا في وقت تتضاءل فيه فرص العمل وينخفض مستوى الدخل للأسباب ذاتها.

“رقابة غائبة”

وقال معتصم الأحمد (45 عاماً)، والذي يعيل عائلته النازحة من جبل الزاوية، إنه تمكّن، مطلع العام الجاري، من إيجاد شقة سكنية لقاء 50 دولاراً أميركياً.

لكن صاحب الشقة قام برفع الإيجار تدريجياً ليصل مطلع الشهر الجاري إلى 120 دولاراً، “ما اضطرني للبحث عن منزل جديد بسعر يناسب أوضاعي المادية.”

وتساءل “الأحمد” عن دور حكومة الإنقاذ في فرض قواعد ورقابة على أصحاب المنازل وسماسرة المكاتب العقارية.

وأضاف: “لا نرى من الإنقاذ إلا الكلام على وسائل التواصل الاجتماعي دون أيّ تطبيق على الواقع.”

وأعاد فراس إدلبي، وهو صاحب مكتب عقاري في مدينة إدلب، الارتفاع الكبير في أسعار العقارات وإيجاراتها لزيادة الطلب وقلّة العرض.

وأضاف أن ارتفاع أسعار صرف الدولار أدى لارتفاع كافة مستلزمات البناء كالإسمنت والحديد ومستلزمات إكساء المنازل وغيرها.

 وأشار “إدلبي” إلى أن العقار “تحوّل من كونه وسيلة استثمارية لوسيلة ائتمانية كالذهب تماماً، يحافظ من خلاله المواطن على قيمة العملة التي بحوزته.”

إعداد: براء الشامي – تحرير: حكيم أحمد