تفاهم روسي – أمريكي على تحجيم دور إيران في سوريا

NPA
توصلت المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا إلى توافقات جديدة حول الملف السوري، فيما يتعلق بالواقع الراهن والوضع المستقبلي، تضمنت تحجيم دور إيران في سوريا.
وكشفت صحيفة الشرق الأوسط عن تمحور النتائج حول تحجيم روسيا للدور الإيراني في المؤسسات الأمنية والعسكرية السورية مقابل السماح للقوات الأمريكية بتوجيه ضربات وصفتها بـ "الجراحية" بشمال غربي سوريا، لاستهداف "متشددين مقربين من تنظيم القاعدة" ممن يشكلون "خطراً على الأمن القومي الأمريكي".
كما حدد جيمس جيفري، الممثل الأمريكي الخاص إلى سوريا –وفقاً للشرق الأوسط- النجاح الأمريكي في سوريا، بمجموعة أهداف ألزم الجانب الحكومي السوري بتحقيقها، والتي شملت "وقف عمليات القمع ووقف تهديد الدول المجاورة وإيقاف تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية" وعدم وجود تهديد بالأسلحة الكيماوية ومغادرة إيران ومحاربة الإرهاب وعودة اللاجئين."
كذلك كشف جيفري للجانب الروسي إدراك واشنطن "تعقيدات البيئة" التي يعمل فيها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في سوريا، مبدياً رغبت واشنطن في مساعدة موسكو "على الرغم من صعوبة معرفة ما يريده بوتين بالضبط" على حد تعبير جيفري.
وكان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي قدم خطة من /8/ نقاط إلى بوتين في لقاء بمدينة سوتشي الروسية في منتصف أيار / مايو الفائت.
وتضمنت الخطة "تنفيذ القرار الدولي 2254 للتوصل لحل سياسي، والتعاون في ملف محاربة الإرهاب وداعش، وإضعاف النفوذ الإيراني، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل في سوريا، وتوفير المساعدات الإنسانية، ودعم الدول المجاورة، وتوفير شروط عودة اللاجئين السوريين، وإقرار مبدأ المحاسبة عن الجرائم المرتكبة في سوريا".
المصادر الروسية كانت أكدت سابقا موافقة موسكو المبدئية على الخطة التي طرحها بومبيو، مبدية اعتراضها حول تسلسل النقاط وآلية تنفيذها زمنياً.
كما كان جرى لقاء بين رؤساء مجالس الأمن القومي الأمريكي والروسي والإسرائيلي، تزامناً مع محادثات جيفري مع الخارجية الروسية، وجولته في عدد من العواصم منها باريس وبغداد وبروكسل.
وكانت استهدفت القوات الأمريكية اجتماعاً قبل أيام لقياديين من فصائل عاملة في سوريا، وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية شنّ غارة ضد "قيادة تنظيم القاعدة في سوريا استهدفت منشأة تدريب قرب محافظة حلب" مستهدفة "عناصر من تنظيم القاعدة في سوريا مسؤولين عن التخطيط لهجمات خارجية تهدد مواطنين أمريكيين وشركاء ومدنيين أبرياء."
فيما كان تحدث جيفري في اجتماع بتل أبيب مؤخراً عن أن "القوات الأمريكية ستبقى في سوريا حتى أجل غير محدد"، مضيفاً أن ترامب لم يقصد بالانسحاب، سحب القوات من التنف وشمال شرقي سوريا، مشيراً إلى أن حديث ترامب كان دفعاً للشركاء لتحمل مسؤولياتهم.
وأردف: "أن الشركاء ومنهم فرنسا وبريطانيا أبدوا عدم رغبة بالبقاء اذا انسحبت الولايات المتحدة". موضحاً إبلاغهم الرئيس الأمريكي "بأن الجميع قال سنبقى إذا بقيت الولايات المتحدة وقررنا ضرورة بقاء بعض الأشخاص هناك."