ذوو كاتب فلسطيني قضى في سجن سوري يتحدثون عن ظروف قاسية عاشها

درعا – نورث برس

قال أحد أقارب الكاتب الفلسطيني إسماعيل الشمالي، الذي قضى الأسبوع الماضي في سجن السويداء المركزي، إنه عانى ظروفاً قاسية خلال العام الأخير بسبب ظروف صحية وإجراءات تنتهجها إدارة السجن.

وقال أحمد الحوراني (44 عاماً)، وهو أحد أقارب الكاتب إسماعيل الشمالي، إنه عانى من تدهور صحته ولم يسمح له طوال العام الفائت بكتابة أي مدونة أو قصة ولم يسمح له حتى بالزيارة.

وقال أيضاً: “تم منعه من استخدام أي وسيلة اتصال أو أوراق وأقلام، وذلك بتوصية من مدير السجن المركزي بالسويداء.”

وأضاف قريب المعتقل المتوفى إنه حصل على هذه “التسريبات” من بعض العناصر العاملة داخل سجن السويداء المركزي.

ويوم الأربعاء الماضي، توفي الكاتب الفلسطيني إسماعيل إبراهيم الشمالي داخل زنزانته “جناح الإرهاب” التي تحتوي معتقلين سياسيين ضمن السجن المركزي في مدينة السويداء عن عمر ناهز 68 عاماً.

وكان “الشمالي” قد ترعرع في مدينة طفس بريف درعا الغربي، بعد نزوحه من مدينة نابلس الفلسطينية في خمسينيات القرن الماضي.

وأضاف “الحوراني” أن النقطة الطبية في السجن طالبت، منذ تموز/ يوليو من العام الماضي، بتقديم الدعم الصحي له، لكن إدارة السجن اكتفت بتزويده بأدوية قلبية، رافضة أن يتم نقله لمشفى أو أن يحصل على رعاية تتناسب مع سنه ووضعه الصحي.

وطوال 25 عاماً، تنقل “الشمالي” بين سجون الأفرع الأمنية في دمشق ليُنقل إلى سجن درعا المركزي ثم إلى سجن السويداء المركزي عام 2019.

وكانت محكمة أمن الدولة السورية قد قضت سابقاً على “الشمالي” بالسجن المؤبد، لاتهامه بـ”حيازة أوراق ومعلومات سرية يجب أن تبقى طي الكتمان حرصاً على سلامة الدولة.”

وذكر “الحوراني” أن من بين أغراض “الشمالي” التي سلمت إلى ذويه في مدينة طفس رواية “الإخوة كرامازوف” للروائي الروسي “ديستوفسكي.”

وأضاف أنهم وجدوا بين دفتي الرواية قصاصة ورق طويت بين صفحات الكتاب، كتب عليها وبخط يد “إسماعيل الشمالي” بيت شعري للأديب الراحل نجيب الريس “يا ظلام السجن خيم إننا نهوى الظلام ليس بعد الليل إلا فجر مجد يتساما.”

ويُقدَّر عدد نزلاء السجن المركزي المدني بالسويداء بـ 1500 سجين وسجينة بأحكام جنائية وجنح وأخرى سياسية مرتبطة باتهامات تصفها الحكومة بالإرهاب، بحسب مصادر من داخل السجن.

ووفق مقابلة سابقة لنورث برس مع رجى رحروح (40 عاماً)، وهو سجين خرج هذا العام من سجن السويداء، فإن السجن يضم مهاجع تحتوي على “شاشات تلفاز كبيرة باهظة الثمن وثلاجات وأفران غاز حديثة”، وهي مخصصة لسجناء يدفعون أموالاً ورشاوى كبيرة لضباط السجن.

وكان سجن السويداء قد شهد في العام 2016 عصياناً لسجناء سياسيين بعد اعتداء نمير الأسد، وهو سجين من أقارب الرئيس السوري، على أحدهم بالضرب، بينما عمدت إدارة السجن لمعاقبة المُعتَدى عليه، بحسب ما نشرته وسائل إعلام حينها.

وقال أحد عناصر شرطة السجن المدني بالسويداء، طلب عدم الكشف عن هويته، إن زنازين منفردة، لا تتجاوز مساحة الواحدة منها مترين مربعين، تستخدم غالباً لمعاقبة السجناء السياسيين وزيادة الضغط عليهم من قبل المحققين.

وذكر الشرطي أن حالات وفاة “كثيرة” تحدث داخل السجن، وأن الضابط الطبيب لا يستطيع اتخاذ قرار نقل المرضى للمشفى خارج السجن لأن مدير السجن يتحكّم بجميع القرارات.

إعداد: سامي العلي – تحرير: إحسان الخالد