القاهرة- محمد أبوزيد- NPA
حركة تغيّرات داخلية شهدتها سوريا مؤخراً بالقيادات الأمنيّة، استبدلت وجوهاً جديداً بأسماء وشخصيات بارزة لعبت أدواراً مختلفة خلال الفترات الماضية الأكثر حساسية في عمر سوريا. عززت تلك الحركة تساؤلات حول أسبابها وتداعياتها المستقبلية على الوضع الأمني الداخلي والفكر الأمني في سوريا.
وفي حين يعتقد بعض المحللين بأن تلك التغيرات ما هي إلا تكريس للحل الأمني في سوريا، يعتقد البعض الآخر بأنها ناتجة عن تجاذبات سياسية بين القوى الدولية التي تفرض بعضها شخصيات بعينها، ويعتقد آخرون بأنها مقدمة لتغيرات في الفكر الأمني تُفسح الطريق أمام الحل السياسي.
ولعل التغيير الأبرز في إطار تلك تغيرات الإدارة الأمنية في سوريا هو ما يتعلق بتعيين اللواء علي مملوك نائباً للرئيس السوري بشار الأسد للشؤون الأمنية. كما تم تعيين اللواء حسام لوقا مديراً لإدارة المخابرات العامة (أمن الدولة)، خلفاً للواء ديب زيتون.
كما تم تعيين اللواء ناصر العلي رئيسا لشعبة الأمن السياسي، خلفاً للواء لوقا. واللواء ناصر ديب مديراً لإدارة الأمن الجنائي خلفا للواء صفوان عيسى. واللواء غسان جودت إسماعيل مديراً لإدارة المخابرات الجوية.
تغيرات
يقول المنسق العام لـ "هيئة التنسيق الوطنية السورية" حسن عبد العظيم، في حديثه عبر الهاتف لـ "نورث برس" ، إن "التغييرات الأمنية في سوريا تحدث في إطار نفس المؤسسات الأمنية بتغيير المسؤول وتعيين نائبه بدلاً منه (..) وهذا لا يغير من سياسات الأجهزة بشكل جذري بقدر ما يبقى في إطار سياساتها السابقة مع بعض التطور تجاه تخفيف التصفية والعنف؛ بسبب التطورات السياسية والميدانية في سوريا، والتمييز بين شخصية سابقة وشخصية لاحقة يمكن أن تحاول توفير ظروف أفضل".
ويربط عبد العظيم بين تلك التغيرات وبين الموقف والدور الروسي سواء على مستوى الجيش أو على مستوى الحل السياسي، قائلاً: "هناك تغير في الدور الروسي تجاه الأفضل وباتجاه وقف الحرب والصراع المسلح وباتجاه الحل السياسي؛ بسبب حرص الروس على أن يكون هناك اتفاق دولي على دورهم بحيث يكون هناك حل سياسي متوازن في جنيف ينهي الأزمة السورية ويحافظ على الدور الروسي في سوريا"، على حد قوله.
ويقر عبد العظيم بذلك بالدور الروسي في إدارة مثل تلك التغييرات في القيادات الأمنية، وهو ما ذهب إليه العديد من المحللين لدى تناولهم تلك المسألة بوصف الروس "أصحاب اليد الطولى في إدارة حركة التغيرات الأمنية في سوريا"، بينما يعتقد آخرون بدور إيراني، مُلمحين إلى ارتباط بعض الذين شملتهم الحركة بالنظام الإيراني، وهو ما ذهب إليه الخبير العسكري السوري أحمد الحمادة.
تنافس روسي إيراني
يقول الحمادة، في لـ "نورث برس" عبر الهاتف، إنه "لا قيمة لهذا التغيير في الجوهر؛ فهو شكلي ولن ينعكس إيجاباً على الوضع الأمني؛ فالجميع من نفس العائلة الأمنية (..) ولكن أتوقع بأن الذي خرج من المؤسسة هو اللواء جميل حسن رئيس المخابرات الجوية، الموالي لإيران ويعتبرها مناصر للنظام بشكل كبير"، على حد قوله.
ويشير الحمادة إلى أن "هناك تنافس روسي إيراني (..) كل دولة تحاول أن تستقطب عدداً من القادة وتتبعها لها بعيداً عن الأخرى، وهذا ما يحدث فعلاً".
أما مملوك –طبقاً للخبير العسكري السوري- فهو "رئيس الأمن القومي الذي يضم الفروع الأمنية وهو محرك الأمن في قتل الشعب السوري، وتعيينه اليوم كنائب للرئيس للشؤون الأمنية هو مكافئة له وإمعاناً بالحل الأمني".
وحول التكهنات التي ذهبت حول أنه يتم إعداد المملوك لخلافة الرئيس السوري بشار الأسد، يقول الحمادة: "منصب نائب الرئيس في سوريا لا يعني شيئاً؛ فهناك نواب كفاروق الشرع ونجاح العطار، أما القرار أتوقع في كل التفاصيل بيد الروس والإيرانيين، وبشار الأسد منفذ للأمر".