حرائق في مخيمات إدلب بسبب وسائل تدفئة وطهي خطرة
إدلب – نورث برس
يؤدي استخدام وسائل بدائية للطهي والتدفئة في مخيمات إدلب، شمال غربي سوريا، لاشتعال حرائق تسفر عن إصابة أفراد العائلات النازحة إلى جانب احتراق الخيام وما تحتويه.
وسجَّل فريق “منسقو الاستجابة”، منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، حرائق جديدة في مخيمات الشمال السوري في بلدتي كللي وتل الكرامة بريف إدلب الشمالي نتيجة استخدام مواقد طهي ومدافئ غير آمنة.
وارتفع عدد الحرائق ضمن المخيمات خلال ثمانية أشهر إلى 74 حالة حروق، بحسب إحصائيات فريق “منسقو الاستجابة”.
وما تزال الطفلة رولا المحمد (12 عاماً)، التي أصيبت بحروق مطلع هذا الشهر، مستمرة في العلاج للتخلّص من آلام وآثار تلك الحروق.
وكانت عائلة الطفلة قد نزحت من بلدة جرجناز إلى أحد مخيمات بلدة أطمة الحدودية.
ما حدث، حسب رواية والدتها، أنها حاولت إشعال مدفأة الحطب وحين تعسَّر عليها ذلك، سكبت القليل من المازوت على الحطب، إلا أن النار شبت في الغالون لينفجر بعدها.
تسبب الحادث بحروق في وجه الطفلة ويديها، وصفها الطبيب المعالج بالمتوسطة، مع احتراق أجزاء من الخيمة.
تقول الأم إنها تمكنت في اللحظات الأخيرة من إنقاذ ابنتها عن طريق لفها بقطعة قماش، “أما الخيمة ومحتوياتها فقد التهمتها النيران خلال دقائق، دون أن يتمكّن الجيران من السيطرة عليها.”
ووسط الأوضاع المعيشية المتدهورة، تقوم عائلات نازحة بإشعال الحطب أو مواقد يدوية وبدائية للطهي بالقرب من الخيام بسبب عدم قدرتها على شراء مواد التدفئة الآمنة كالمازوت والغاز.
كما ويستخدم الكثير من النازحين الإطارات المطّاطية وقطع النايلون والفحم وبقايا النفايات للتدفئة، رغم أنها مواد ضارة وغير آمنة.
وقال زكريا الحداد (31 عاماً)، وهو نازح من درعا إلى مخيم على أطراف مدينة إدلب، لنورث برس، إنه تمكّن من إخماد حريق نشب في خيمته منذ أيام.
حدث ذلك عندما كانت زوجة زكريا تعدُّ طعام الغداء باستخدام موقد الطهي جانب الخيمة، فهبّت الرياح وأشعلت طرفاً من الخيمة.
وأضاف النازح: “لحسن الحظ كنت قريباً من المكان، فعمدت إلى إخماد النار قبل انتشارها.”
وأشار إلى أن ثلاثة حرائق أخرى اندلعت منذ الشهر الفائت في خيام بالمخيم الذي يسكنه.
وتعتمد عائلات نازحة في مخيمات إدلب في طهي الطعام على وسائل بدائية، مثل الحطب أو موقد الكاز (الببور)، وتوضع المواقد بالقرب من الخيام بسبب الازدحام الذي تشهده بعض قطاعات المخيمات.
ويزداد حدوث هذه الحرائق وسط عدم توفر مطافئ ونقص الوعي بطرق مكافحة الحرائق.
وقال كمال المحيميد (34 عاماً)، وهو مدير مخيم في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، إن وقوع الحرائق داخل المخيمات يعود إلى استخدام النازحين لوسائل تدفئة أقلّ تكلفة، وسط عدم توفر المشتقات البترولية النظامية التي تمنع الحكومة السورية وصولها إلى المنطقة.
وأضاف أن عدم وجود مطافئ خاصة بكل خيمة، وعدم دراية السكان بطرق السيطرة على الحريق قبل امتداده يزيدان من مخاطر هذه الحوادث.
وأشار مدير المخيم إلى أنهم ناشدوا العديد من المنظمات لتأمين وسائل تدفئة بديلة وتأمين غرف “كرفانات” للسكن بدل الخيام القماشية التي تزيد من سرعة انتشار النيران، “لكن دون استجابة حتى الآن.”