سويسرا الشرق.. أهداف زيارة وزير الخارجية العماني إلى سوريا
القاهرة- محمد أبوزيد- NPA
فتحت زيارة وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، إلى سوريا، ولقاءه الرئيس السوري بشار الأسد، وعدد من المسؤولين السوريين، في دمشق، باب التكهنات والتوقعات بشأن ما يُمكن تسميته "وساطة عُمانية" لعودة العلاقات العربية – السورية، خاصة أن الزيارة تعتبر الثانية لمسؤول عربي رفيع المستوى إلى سوريا، بعد زيارة الرئيس السوداني السابق عمر البشير قبل نهاية العام الماضي 2018، فيما ذهب آخرون إلى التكهن بأن زيارة الوزير العماني قد تكون لتقديم "رسالة أمريكية للحكومة السورية فيما يتعلق بالوجود الإيراني في سوريا على وجه التحديد".
وانحصرت الأهداف المُعلنة للزيارة وتفاصيل المحادثات التي أجراها الوزير العماني مع الأسد، في "بحث التحديات المفروضة على المنطقة برمتها، سياسياً واقتصادياً، وكيفية التصدي لها في مختلف المجالات".
سويسرا العرب
يقول دبلوماسي مصري سابق عضو بالمجلس المصري للشؤون الخارجية، رفض كشف عن اسمه، في تصريح خاص لـ "نورث برس": إن عمان دائماً ما تلعب دور الوسيط بين الأطراف المختلفة، وهذا ما ظهر مؤخراً في وساطتها بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وقبل ذلك فيما يتعلق بمحاولاتها التوفيق بين قطر ودول المقاطعة (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، وهو دور معروف في السياسة الخارجية العُمانية، إذ "تحرص عمان على أن تكون على مسافة واحدة من الأطراف المختلفة أو المتصارعة، وتحافظ على علاقات جيدة مع دول المنطقة، بما في ذلك إيران".
ويشدد الدبلوماسي المصري على أن تلك المحاور الرئيسية تعتبر جزءاً محورياً في سياسة عمان الخارجية، حتى أن بعض الدبلوماسيين العرب والغربيين يطلقون عليها "سويسرا الشرق" أو "سويسرا العرب" تشبيهاً لدورها بالدور السويسري في أوروبا.
وفيما يتعلق بموقفها من الملف السوري فإن عمان "تتخذ موقفاً رمادياً، أو يمكن تسميته بالموقف المتوازن الذي تقف فيه على مسافة واحدة من الأطراف المتصارعة، وقد جاءت الزيارة الحالية لوزير الخارجية العماني إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، تأكيداً على ذلك الموقف والسياسة الخارجية لدولة عمان.
ولم يستبعد الدبلوماسي المصري أن تكون الزيارة بغرض حمل رسائل مُعينة إلى الأسد، قد تكون "رسائل أمريكية تتعلق بمسألة التواجد الإيراني في سوريا, فضلاً عن محاولات عمانية لعودة سوريا إلى الحاضنة العربية، وهو دور تحرص عمان على القيام به في الأزمات التي تواجه العلاقات العربية".
أهداف الزيارة
يقول الأمين العام لحزب التضامن ـــــــــــ المنشق عن الحكومة السوريةـــــــــــ الدكتور عماد الدين الخطيب، في تصريحات خاصة لـ "نورث برس" إن زيارة الوزير العماني يوسف بن علوي للحكومة السورية ولقاءه الأسد لا يمكن إلا أن تكون "للعب دور الوساطة لعودة العلاقات العربية مع الحكومة السورية لأن هذه العلاقات محكومة بالفيتو الأمريكي حالياً، ولا تجرؤ الدول العربية على تجاوز هذا الفيتو".
ويعتقد الخطيب أن زيارة بن علوي لسوريا "تحمل رسالة خفية مزدوجة منها ومن الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالعلاقات والوجود الإيراني في سوريا."
وأشار الخطيب إلى أن الدول العربية -بخاصة الخليجية- تعتبر الوجود والعلاقات السورية الإيرانية خطراً عليها، إضافة للموقف الأمريكي والإسرائيلي وبشكل خاص في ظل تصاعد الخلاف الأمريكي الإيراني بخصوص الاتفاق النووي الايام القادمة حبلى بالمفاجآت وما خفي أعظم".
ويتابع الخطيب في معرض تصريحاته لـ "نورث برس" إن عمان لم تكن يوماً مع "قضية العرب في نزاعهم مع إسرائيل، ولم تكن إلى جانبهم في خلافاتهم مع إيران، ولم تكن يوماً ذات موقف يمكن البناء والاعتماد عليه".
وينهي الأمين العام لحزب التضامن ـــــــــــ المنشق عن الحكومة السوريةـــــــــــ الدكتور عماد الدين الخطيب حديثه مع بأن الصراع الدائر في اليمن وعلى رغم الدعم الدولي للشرعية اليمنية والموقف الرافض لانقلاب الحوثيين, إلا أن موقف عمان "مازال مبهماً في هذا الملف على سبيل المثال، وحتى في خلاف أغلبية الدول العربية مع الحكومة السورية بقيت السلطنة هي الوحيدة التي تلعب على الحبلين".
يذكر أن سلطنة عمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي احتفظت بعلاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بعد أن قطعت كل الدول الخليجية علاقاتها خلال السنوات الماضية على وقع الأزمة، قبل أن تعيد دولة الإمارات فتح سفارتها في دمشق قبل نهاية العام الماضي 2018. وكان وليد المعلم قد زار سلطنة عمان في شهر آذار/مارس الماضي، والتقى عدداً من المسؤولين هناك.