سوريا تطالب لبنان بتحمل “مسؤوليته” بعد حريق المنية
دمشق – نورث برس
أعربت الحكومة السورية، أمس الأحد، عن أسفها الشديد للحريق الذي تعرض له مخيم للاجئين السوريين في بحنين قضاء المنية في لبنان السبت.
ويعيش في لبنان نحو مليون ونصف مليون سوري بحسب الأرقام الحكومية، منهم حوالي 950 ألفاً مسجل رسمياً لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وطالب مصدر رسمي في الخارجية السورية، عبر حساب الوزارة في “تلغرام” الأحد، القضاء اللبناني المختص والأجهزة اللبنانية المعنية، “تحمل مسؤولياتها في معالجة هذا الحادث وتأمين الحماية والرعاية للمهجرين السوريين.”
وجدد المصدر تأكيده على أن دمشق تدعوا الذين أرغموا على مغادرة البلاد العودة إلى وطنهم، “الحكومة السورية تبذل كافة الجهود لتسهيل عودتهم.”
وكل ما فعلته الحكومات السورية المتعاقبة لعودة اللاجئين على مدار عشرة سنوات كان عبارة عن “دعوات قوبلت بموجات بموجات واسعة من السخرية والتهكم”، بحسب مراقبين.
ويعيش السوريون في مناطق سيطرة الحكومة السورية أوضاعاً اقتصادية مزرية، لدرجة أن البعض منهم طالب بتسهيل خروج من تبقى من السوريين.
وكانت دمشق نظمت في11 -12 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مؤتمراً لعودة اللاجئين، بمشاركة روسيا ودول صديقة لدمشق، بينما قاطعه الاتحاد الأوروبي، الذي يستقبل مئات آلاف السوريين، وحضرته الأمم المتحدة بصفة مراقب.
وطالب المؤتمر في البيان الختامي المجتمع الدولي، بضرورة المساعدة في العودة الآمنة والطوعية للاجئين، وإعادة تأهيل البنى التحتية ومساعدة سوريا لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار.
وكان الجيش اللبناني أعلن أمس الأحد، توقيف عدد من الأشخاص للاشتباه بمسؤوليتهم عن حريق مخيم المنية.
ونقلت وكالة سانا الرسمية عن قيادة الجيش اللبناني قوله في بيان خاص إنه “أوقف لبنانيين اثنين وستة سوريين، على خلفية إشكال فردي وقع أمس الأول في البلدة، بين مجموعة شبان لبنانيين وعدد من العمال السوريين.”
وقال رمزي نهرا محافظ شمال لبنان إن “عدد الخيم التي حرقت يفوق 100، وأن ما بين 500 و700 شخص موجودين في المخيم اضطروا لمغادرته جراء حرق خيمهم.”
ويعيد حريق المنية الذاكرة إلى حادثة الاعتداء على لاجئين سوريين في منطقة بشري قبل شهر تقريباً، على خلفية مقتل شاب لبناني.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، طالت اعتداءات مجموعة من اللاجئين السوريين قبالة أحد المصارف في مدينة زحلة، بينما اعتدى عشرات الشبان في بلدة عرسال على محال تجارية يملكها لاجئون سوريون داخل البلدة.
ويرى مراقبون، أن الجرائم المتكررة ضد اللاجئين السوريين في لبنان تظهر بوضوح أهمية اضطلاع السلطات السورية بمسؤولياتها وتأمين عودة آمنة لهم، بعد تأهيل مناطقهم وتقديم ضمانات بعدم ملاحقتهم.