مشاكل “قاهرة” في أحياء قامشلي والبلديات نفذت 50 % من مشاريع 2020
قامشلي – نورث برس
ينتقد سكان في مدينة قامشلي، شمال شرقي سوريا، عمل بلدية الشعب التابعة للإدارة الذاتية وعدم قدرتها على وضع حلول للطرقات المملوءة بالحفر التي تفيض بمياه الأمطار والأوحال كل شتاء.
بينما تتحدث البلدية عن ظروف عرقلت عملها وخفّضت نسبة الإنجاز إلى النصف مقارنةً مع خطط مطلع العام 2020.
وتقع قامشلي في منطقة حدودية بمحاذاة مدينة نصيبين التركية، وهي كبرى مدن شمال شرقي سوريا، ويعيش فيها سكان كرد وعرب وسريان وأرمن.
“قلق كل شتاء”
تشعر فايزة حسين (61 عاماً) بقلق كلّما بدأت الأمطار تهطل في مدينة قامشلي، خوفاً من أن تغمر المياه منزلها كما حدث في أعوام سابقة.
وتعيش “فايزة” رفقة زوجها وأولادها في منزلٍ بالحي الغربي للمدينة، والذي دخلته المياه قبل عامين نتيجة عواصف مطرية غزيرة وعدم وجود فوّهات مطرية تستوعب كميات الهطولات المطرية.
وتعرضت مدن سورية في العام 2018 لعواصف مطرية تشكّلت على إثرها سيول غزيرة ما أدى إلى تضرر عدة سدود وجسور ووقوع أضرار بالغة في المنازل، لا سيما الطينية منها في ضواحي مدن وأرياف شمال شرقي سوريا.
وقالت المرأة الستينية لنورث برس: “عندما دخلت المياه منزلنا، تبللت معظم أدواتنا المنزلية وتضرر بعض الأثاث بسبب عدم وجود ريكارات كبيرة في شارعنا.”
ورغم قلّة الأمطار وتأخرها هذا العام، تضيف: “طوال فترة الشتاء ترافقني حالة قلق، خشية أن تهطل أمطار غزيرة وتدخل بيتنا من جديد، ولا نعلم متى ستقوم البلدية بحلِّ هذه المشكلة؟”
ولا تكمن مشكلة السكان في الفوّهات المطرية فحسب، إنما يعاني سكان أحياء في قامشلي من تجمّع الأوحال وانتشار الحفر في الشوارع كما يذكر “أبو كاوا” من حي قدور بك.
يقول أبو كاوا (52 عاماً)، مفضّلاً تعريفه بهذا الاسم: “نواجه صعوبة في الخروج من منازلنا في الشتاء بسبب الحفر الكبيرة في شارعنا والطين المتجمّع فيها.”
وحول مشاريع نفذتها البلدية مطلع العام الجاري 2020، يضيف: “لا ننكر أن البلدية عملت على حلِّ بعض المشكلات ولكن ذلك لم يكن بالمستوى المطلوب.”
مشكلة مزمنة للطرقات
وقالت ديلان حسّي، الرئيسة المشاركة لبلدية قامشلي، إنهم نفذوا مشاريع استراتيجية، أبرزها مشروع إنشاء مكب نفايات ضخم لجمع ومعالجة القمامة ومشروع صرف صحي ضخم في حي الكورنيش.
وأضافت: “نعمل حالياً على حلِّ مشكلة الفوّهات المطرية قبل نهاية العام حيث يتم تنفيذ مشروع لإنشاء 80 فوّهة مطرية، وتمَّ إنجاز نحو 70 فوّهة منها حتى الآن.”
وأشارت إلى ترميم عدد من الشوارع والطرقات المتضررة في المدينة، “لكننا لم نتمكن من حلِّ مشكلة الطرقات بشكل كامل ونتقبّل انتقادات السكان في هذا الخصوص.”
واجتمع مسؤولون في البلدية، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، مع سكانٍ من الأحياء الشرقية والغربية واستمعوا إلى شكاويهم حول عمل البلدية واحتياجات أحيائهم للعام الجديد.
وتمحورت معظم الشكاوي خلال الاجتماع حول معاناة سكان الأحياء خلال فصل الشتاء جراء تضرر الطرقات على نحوٍ كبير.
وأضافت “حسّي”: “نعمل حالياً على دراسة أوضاع الأحياء الأكثر تضرراً في المدينة للاهتمام بها على نحوٍ أكبر وتنفيذ مشاريع خدمية فيها خلال العام الجديد.”
ويعمل في بلديات مدينة قامشلي نحو 400 شخص، بينهم إداريون وموظفون ومهندسون وعمال.
واعتبرت “حسي” هذا العدد قليلاً “مقارنةً بحجم المدينة ومتطلّبات سكانها.”
تنفيذ نصف المشاريع
وقامت هيئة الإدارة المحلية لشمال شرقي سوريا بتنفيذ نحو 90 بالمئة من المشاريع المموّلة و50 بالمئة فقط من المشاريع المخطط تنفيذها مطلع العام 2020.
وقال جوزيف لحدو، الرئيس المشارك لهيئة الإدارة المحلية لشمال شرقي سوريا، في اتصالٍ هاتفي لنورث برس، إن عدة عوامل عرقلت عمل البلديات في العام 2020.
“التهديدات التركية، وتذبذب سعر صرف الدولار، وظهور وباء كورونا، كلُّ ذلك خلق لدينا مشكلة كبيرة في ميزانية المشاريع المخطط تنفيذها خلال العام الجاري.”
ورصدت الإدارة الذاتية مطلع العام الذي شارف على الانتهاء نحو 62 مليون دولار أميركي لتمويل مشاريع خدمية في شمال وشرقي سوريا، لكن الهيئة استلمت أقل من 25 مليون دولار، بحسب “لحدو”.
وأشار الرئيس المشارك لهيئة الإدارة المحلية إلى أن مشاريع البلديات كانت محسوبة على أساس صرف الدولار بقيمته السابقة مقابل الليرة السورية، لكنه ارتفع إلى حدود ثلاثة آلاف ليرة سورية لاحقاً.
وأضاف: “ومع ظهور كورونا، بدأ تطبيق إجراءات الإغلاق، وبالتالي إعاقة تنفيذ أعمال، بالإضافة إلى مشاركة البلديات في أعمال التنظيف والتعقيم.”
وقال”لحدو” أيضاً: “خرجت عدة مشاريع عن التنفيذ، وأحجم متعهدون عن العمل، ما أدى إلى عرقلة الأمور وإعادة حسابات بخصوص المشاريع.”