ليبيا تعود للواجهة من جديد.. بوادر صراع بين حفتر وتركيا

إسطنبول – نورث برس

وجه قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، مؤخراً، تهديداً شديد اللهجة لتركيا، مطالباً إياها بالخروج من الأراضي الليبية، وعدم التدخل في شؤونها، الأمر الذي أعاد التطورات في ليبيا إلى المشهد من جديد.

وحذّر وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أمس السبت، الجيش الوطني الليبي، بأن قواته وداعميه “سيكونون هدفاً مشروعاً في جميع الأماكن بعد كل محاولة اعتداء على القوات التركية.”

وقال حفتر، في الذكرى الـ 69 لعيد استقلال ليبيا، إنه “لا قيمة للاستقلال ولا معنى للحرية ولا أمن ولا سلام، وأقدام الجيش التركي تندس الأراضي الليبية، لا خيار أمام العدو التركي إلا مغادرة ليبيا سلماً وطوعاً أو بقوة السلاح والإرادة القوية.”

وأضاف حفتر أن “العدو المستعمر لديه خيار من خيارين “يغادر ليبيا أو يلقى حتفه”.

وقال محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولي، لـنورث برس، إن “الحرب مع تركيا قادمة طال الزمن أو قصر، فهي قوة احتلال، وأقامت قواعد في ليبيا، وجلبت مرتزقة، لتعزيز وجودها، وعينها على موانئ وحقول النفط”.

وقال خالد الترجمان، رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي، في تصريح لنورث برس، إن “الكلمة التي ألقاها حفتر ،كانت في وقتها، وكانت هامة جداً وهي رسائل للداخل والخارج.”

وأضاف أن “حفتر لم يتكلم منذ أن أصدر تعليماته، بإعادة انتشار القوات المسلحة لحماية الليبيين، وحماية الهلال النفطي، وحماية الموانئ.”

رسائل تركية

ورأى مصدر مختص بالشأن التركي، يقيم في مدينة الريحانية التركية، فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لنورث برس، أن “زيارة الوفد التركي تأتي بشكل مفاجئ، وتحمل العديد من الرسائل منها خاصة بروسيا، باعتبارها المنافس الأقوى للطموحات التركية.”

وأشار المصدر إلى أن الزيارة تحمل أيضاً “رسالة التصعيد العسكري المحتمل، والذي تمثل بالتهديدات التي أطلقها حفتر، وهي بلا شك بدفع من روسيا، فإن حكومة الوفاق المدعومة من تركيا هي مستعدة لها.”

وقال إن “تركيا تسعى للاستثمار في الموقف الأميركي الصارم من السياسة الروسية في المنطقة، والذي عكسه المبعوث الخاص الأميركي لسوريا (جيفري)، أن روسيا تعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة وخاصة في ليبيا وسوريا.”

وأضاف أن “تركيا لا تمانع في منافسة روسيا انطلاقاً من هذا المبدأ، فهي تحقق طموحات جيو سياسية لها، وتحاول كسب ود حليفتها التقليدية أميركا، نظراً لتذبذب العلاقة معها في الآونة الأخيرة، لا سيما أن أميركا مقبلة على إدارة جديدة.”

ووافق مجلس البرلمان التركي، قبل أيام، على تمديد مهام الجيش التركي في ليبيا مدة 18 شهراً، تبدأ من كانون الثاني/ يناير القادم، في إطار الاتفاقيات الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبي.

إعداد: سردار حديد – تحرير: محمد القاضي