عن عيد الميلاد في دمشق.. “اشترينا تفاحة وبرتقالة”

دمشق – نورث برس

عام آخر، تحيي فيه الطوائف المسيحية في العاصمة دمشق عيد الميلاد وسط ظروف معيشية صعبة، تتمثّل في انقطاع الكهرباء وانعدام وسائل التدفئة في المنازل والكنائس، فضلاً عن عدم قدرة غالبية العائلات على شراء احتياجات العيد.

واقتصرت احتفالات الطوائف المسيحية، هذا العام، على إقامة الصلوات مع التقيّد بالإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا، لكن بقي تدهور الوضع المعيشي هو أبرز سمة للعيد هذا العام.

وخلال احتفالات الجمعة الماضية بعيد الميلاد، عبَّر بطاركة ورجال دين مسيحيون في عظاتهم عن أملهم في أن يجنّب الله الشعب السوري جميع الأمراض والأوبئة، وشددوا على ضرورة التضامن وقت المحن.

ونقلت وكالة سانا التي تديرها الحكومة السورية، عن البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، قوله إن رسالة الميلاد يمكن أن تُلخَّص بكلمة واحدة هي “عمانوئيل”.

وأضاف: “أي أن الله معنا ويقويّنا في مواجهة المحن التي نمرُّ بها، فالله الذي خلق هذا العالم يكون معنا في كل ضيق ومحنة لنخرج منها منتصرين. “

وحمَّل سكان وناشطون، عبر حساباتهم على موقع فيسبوك، الحكومة السورية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع المعيشية والحياتية في البلاد.

وطالبَ حسان المنيّر، عبر حسابه الشخصي وبأسلوب رسالة موجهة للرئيس السوري، باستجواب وزير النفط جراء معاناة سكان صيدنايا وعدم توزيع المازوت عليهم.

“وزير للكهرباء لا يكفُّ عن التنكيل بأهل صيدنايا، حتى في أسبوع الميلاد ورأس السنة، هذا عدا عن التنكيل بنا من قبل وزير المازوت، والمسؤولين عن جباية الخوات، نأمل الاستجواب عن سبب هذا الحقد.”

بينما علّق آخر على المنشور بقوله: “حكومة لصوص ومافيات ومجلس التصفيق لا مكان له.”

وفي السياق ذاته، كتب فايز الصايغ، وهو مدير سابق لكل من التلفزيون السوري ووكالة سانا الرسمية وجريدة الثورة الرسمية، بمناسبة عيد الميلاد: “باهظٌ العيد وباهظةٌ عدّته لم يعد في متناول الغالبية الساحقة، مثله مثل تسعير السلع على الدولار، فما من عيد إذاً.”

وأضاف: “اصنع من العقبات ومن رداءة الأيام نصباً أسود.. أوقد الى جواره موقداً في هذا البرد الشديد والوقود الشحيح وتدفأ على وهج الروح.. فليس في النار وحدها يكمن دفء المفاصل ..أشعل شمعة واشكر ظلام الله وألعن ظلم البشر..”

وعلّق شخص على منشور “الصايغ” قائلاً: “كلام في صميم الروح، أرواحنا المتعبة من ظلم البشر.”

وأضافت أخرى: “تصوّر صرنا نشتري بالعدد تفاحة أو برتقالة، وللمحشي لكل واحد اثنتان وهكذا ..إنها آثار الحرب التي رمت بحمولتها علينا.”

إعداد: قيس العبد الله – تحرير: إحسان الخالد