مربو أبقار في كوباني ينتقدون قلة الدعم المقدم من مديرية الزراعة والثروة الحيوانية

كوباني – نورث برس

ينتقد مربو أبقار في كوباني، شمال شرقي سوريا، اقتصار الدعم المُقدَّم لهم من مديرية الزراعة والثروة الحيوانية على مادة النخالة العلفية، وسط ظروف أدت لأن تكون مشاريع تربية الأبقار “خاسرة”، على حدِّ قولهم.

وقال محمد صديق أوسو (34 عاماً)، وهو من سكان ريف كوباني ويملك أربع أبقار، إنه سجَّل لدى مديرية الزراعة من أجل الحصول على العلف، لكن الكميات التي حصل عليها “قليلة ومرتفعة الثمن.”

ويحصل المربي عن أبقاره و50 جدياً يقوم بتربيتها على 800 كيلوغرام من مادة النخالة شهرياً بسعر 290 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، لكنه يشتكي من أن “الكمية غير ثابتة وغير كافية وبأسعار مرتفعة.”

ويضيف لنورث برس، أن من لا يملك أراضي زراعية تؤمِّن له أعلاف المواشي لا يستطيع تربيتها في ظل ارتفاع أسعار التبن والشعير.

ويباع الكيلوغرام الواحد من التبن في كوباني بـ 180 ليرة، بينما ارتفع سعر الشعير لما يقارب 300 ليرة سورية، بحسب مربي أبقار ومواشٍ بريف كوباني.

“تربية خاسرة”

ويشدد “أوسو” على أن تربية الأبقار “خاسرة”، فالواحدة منها تأكل بما يُقدَّر بخمسة آلاف ليرة، بينما لا تنتج من الحليب ما يكفي لسداد هذا المبلغ.

ويُباع كيلوغرام اللبن في كوباني بحوالي 600 ليرة سورية، تتضمن أجرة نقلها ونسبة ربح البائع، بحسب أحد المربين.    

وينتقد محمود عبروش (49 عاماً)، وهو مربي أبقار في قرية مزرعة عبروش، تأثر أسعار مادة النخالة التي تقدمها الإدارة الذاتية بأسعار الشعير في الأسواق واحتكار التجار لبعض المواد العلفية.

ويرى أن “المادة المدعومة” المُقدَّمة من الإدارة الذاتية يجب أن تتمتع بثبات السعر وألا تتأثر بالاحتكار ورفع الأسعار من قبل تجار السوق.

وأشار “عبروش” إلى عدم تقديم مديرية الزراعة والثروة الحيوانية في كوباني للقاحات “كما كانت تفعل المديرية الحكومية قبل الحرب في سوريا.”

 وقال لنورث برس إن أعداداً كبيرة من المواشي نفقت بسبب الأمراض وعدم وجود اللقاحات.

وأضاف “عبروش” أن علبة الأدوية التي كانت تباع بـ/250/ ليرة قبل العام 2011، أصبحت تباع الآن بـ /20/ ألف ليرة سورية.

وشدد على أن سكان الريف يحتاجون لدعم حتى تتقدم مشاريع الثروة الحيوانية وتزداد رؤوسها، “فمن بين كل عشرة أشخاص يوجد شخص فقط في الريف يستطيع تربية المواشي.”

دعم محدود

وقال مصطفى حرجو، وهو إداري في قسم الثروة الحيوانية بمديرية الزراعة في كوباني، إن شركة تطوير المجتمع الزراعي هي من تقوم بتحديد أسعار بيع النخالة لمربي الثروة الحيوانية.

وأضاف لنورث برس أن مربي الثروة الحيوانية يحصلون على مادة النخالة بعد تسجيل أعداد رؤوسها في الكومين واللجنة الزراعية.

ويبلغ عدد الأبقار المُسجَّلة لدى مديرية الزراعة في مقاطعة كوباني 5206 أبقار، إلى جانب أكثر من 122 ألف رأس غنم.

ويوزّع قسم الثروة الحيوانية بمديرية الزراعة في كوباني 100 كيلوغرام من مادة النخالة لكل رأس بقر شهرياً، وعشرة كيلوغرامات لكل رأس غنم، بحسب “حرجو”.

وتعتمد تلك الكميات على إنتاج مطحنة كوباني من مادة النخالة في المطحنة والتي تبلغ يومياً نحو ثمانية أطنان “إذا لم يتوقف العمل بسبب عطل ما في المطحنة”، بحسب قسم الثروة الحيوانية في كوباني.

ويشير “حرجو” إلى أنهم رفعوا إحصائية بأعداد الأغنام والأبقار في المقاطعة، إلى هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية من أجل العمل على زيادة مخصصات كميات النخالة بحسب الكميات المتوفرة.

“حاجة منزلية”

وقال محمد بشير(59 عاماً)، وهو مزارع ومربي أبقار من قرية جبنة غرب كوباني، إنه ومن يستطيعون من سكان القرى مضطرون لتربية الأبقار والمواشي للحصول على احتياجاتهم من الحليب ومشتقاته.

ويقوم “بشير” كغيره من المربين ببيع ما يزيد عن حاجته في أسواق كوباني، إلى جانب مساعدة بعض العائلات من إنتاج أبقاره.

ويشدد المربي على أن من لا يملك أرضاً لا يمكنه تربية الأبقار، حيث تحتاج البقرة الواحدة المنتجة للحليب إلى 15 كيلوغراماً من العلف المركب من الشعير والنخالة والجلبان والتبن، والتي يعتمد على أرضه الزراعية لتأمينها.

ويشدد “بشير” على أن مشاريع مزارع الأبقار ستكون “خاسرة” في ظل الظروف الحالية، لكن بعض من اعتادوا تربيتها في القرى سيستمرون للحصول على احتياجاتهم المنزلية من مشتقات الحليب.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: حكيم أحمد