سائقون ينتقدون تأخر إصلاح طريق أبيض ومسؤول يعزو السبب إلى نواقص في الدراسة
الرقة – نورث برس
يقول سائقون يعملون في نقل البضائع والمحروقات عبر طريق أبيض بين مدينتي الرقة وحسكة، شمال شرقي سوريا، إن الحفر والتهبّطات في الطريق تتسبّب بتأخر وصول الشحنات، إلى جانب تزايد الأعطال في المركبات العاملة على الطريق.
وعقب سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها على الطريق الدولي (M4)، انتقلت حركة النقل بين مدينتي حسكة والرقة إلى طريق أبيض الواقع جنوب مدينة حسكة، والذي يمر بريف الرقة الشرقي وصولاً إلى المدينة.
وتبلغ مسافة طريق أبيض من مدينة حسكة إلى الرقة 180 كم، ومن مدخل البانوراما شرق حسكة إلى بلدة الكرامة 155 كم.
ويحتوي الطريق تصدّعات وحفراً كثيرة، ما يجعل منه طريقاً صعباً ووعراً يُثقِل كاهل السائقين والمسافرين معاً مع افتقاده للمزيد من أعمال الصيانة.
وفي حزيران/يونيو الماضي، قام مجلس الرقة المدني وهيئة الإدارة المحلية والبلديات في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ببدء تنفيذ مشروع لتعبيد الطريق.
لكن أعمال المشروع لم تُنفَّذ في مواعيدها وبقيت أجزاء من الطريق كحالها السابق ما سبّب استياءً وسط مسافرين وسائقي مركبات كانوا قد وجدوا في الطريق حلاًّ آمناً في ظل المخاوف من استخدام الطريق الدولي (M4).
وقال عمار الشبلي، وهو سائق شاحنة يعمل في نقل البضائع بين مدن الرقة وحسكة وقامشلي، إنه يعاني منذ مطلع العام الجاري من تشققات في الطريق، “ونضطر أحيانا للاستراحة يوماً كاملاً من عناء السفر بعد إيصال البضائع إلى وجهتها.”
وأضاف لنورث برس: “المسافة الحقيقية التي نقطعها بين قامشلي والرقة مروراً بمدينة حسكة تبلغ 275 كم، وتستغرق الرحلة عشر ساعات أحياناً بسبب الحفر والتعرجات والتهبّطات في طريق أبيض.”
وقال ملحم العايد (40 عاماً)، وهو سائق لإحدى شاحنات نقل المحروقات، إن تراكم أعطال محركات صهاريج نقل المحروقات يؤدي إلى تأخر إيصال الشحنات من حسكة إلى الرقة، “أحيانا يتأخر الوصول عدة أيام.”
وأضاف أن السفر من حسكة إلى الرقة كان يستغرق قبل عام مدة تتراوح بين ساعتين ونصف وثلاث ساعات على الطريق الدولي، “أما اليوم وبسبب الحفر المتواجدة في الطريق أصبحنا نقطع 180 كم بين المدينتين في سبع ساعات.”
وكان إطلاق مشروع إصلاح طريق أبيض، في حزيران/يونيو الماضي، يهدف لإزالة المقالع المخرِّبة من الطريق وتنفيذ عبّارات وجسور.
وقال محمد العبيد، وهو مهندس في الدائرة الفنية بهيئة الإدارة المحلية والبلديات في الإدارة الذاتية، إن مقالع مخرِّبة لم تذكرها دراسة المشروع ظهرت أثناء التنفيذ ما استدعى زيادة كمية المواد المطلوبة وزيادة مدة تنفيذ المشروع.
وأضاف لنورث برس: “رغم تكليف الشركة المنفِّذة بربع الأعمال الإضافية اللازمة، سيتم تنفيذ مشروع ملحق، لعدم كفاية الكميات المجدِّدة بالعقد والأعمال التي تنفّذها الشركة.”
وسيقوم المخبر الهندسي للدائرة الفنية بمطابقة “مواصفات عالية” للمواد المستخدمة عن طريق أخذ عينات من المواد بعد تنفيذ المشروع.
وأشار “العبيد” إلى أن الهيئة تقوم حالياً بدراسات لتحويل الطريق إلى أوتوستراد.