منحة الرئيس السوري للعاملين في مؤسسات الدولة ..”تنصل” من رفع الرواتب أم لذر الرماد في العيون
اللاذقية/دمشق – نورث برس
ما أن أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أول أمس الخميس، مرسوماً يقضي بصرف منحة للعاملين في مؤسسات الدولة، حتى أعرب عاملون عن استيائهم، ذلك أنها “قضت” على الآمال برفع رواتب القطاع العام مطلع السنة الجديدة.
و لكن سوريين من غير العاملين في مؤسسات الدولة أعربوا عن أملهم في منح جميع الأسر السورية مساعدة لمواجهة الأوضاع الاقتصادية المتردية وغلاء المعيشة.
وقضى المرسوم الذي نشره موقع رئاسة الجمهورية، بصرف منحة 50 ألف ليرة ولمرة واحدة، للعاملين المدنيين والعسكريين و40 ألفا للمتقاعدين.
وتعتبر هذه المنحة، التي تعادل نحو17 دولاراً أميركياً، هي الثانية هذا العام والتي تقول رئاسة الجمهورية إنها من أجل مواجهة الغلاء المستفحل في الأسواق السورية.
وصرح وزير المالية كنان ياغي لجريدة “الوطن” الموالية، بأنه “تم رصد 104مليارات ليرة لصرف المنحة، وأن العام القادم سيكون أفضل من الحالي مالياً.”
لكن المنحة التي أشادت بها وسائل الإعلام الحكومية، علق عليها الموظف المتقاعد علي إسبر بالقول: “اعتدنا على الأسلوب المبتذل للحكومة، وبالأخص عندما يتعلق الأمر بالمواطن.”
وتساءل إسبر المقيم في المشروع السابع بمدينة اللاذقية في تصريح لنورث برس: “هل تكفي المنحة مصروف جيب يومي لابن أي مسؤول..؟ وماذا ستغطي من استحقاقات المواطن اليومية؟.”
بدورها علقت مرام السوسي، وهو اسم مستعار لمعلمة في اللاذقية ساخرة: “(يكتر خيرون) على هذه المنحة، لماذا أرهقوا الميزانية المفلسة لأجلنا؟!.”
وأضافت السوسي المقيمة في حي السجن باللاذقية: “أصبح جوعنا مزمناً، ولا يمكن معالجته بالمنح، وكأن الحكومة تدفع من مالها الخاص. هذا ليس أكثر من ترسيخ للعبودية والذل والمهانة التي نعانيها.”
ومع استمرار تدهور الليرة السورية واقتراب الدولار من حاجز الثلاثة آلاف ليرة، تتزايد المصاعب المعيشية، حيث تساءل مرتادو مواقع التواصل “ماذا عن بقية السوريين؟ ولما تكون مقتصرة على العاملين بمؤسسات الدولة..؟”
وعبّر سكان من دمشق عن خيبة أملهم بعد صدور مرسوم المنحة، وقالت سهى الرافع، وهو اسم مستعار لموظفة في المصرف التجاري بدمشق، لنورث برس، “إن الموظفين كانوا بانتظار رفع الرواتب لا صرف منحة رمزية لا تكفي أربعة أيام.”
وأضافت أن “منحة لمرة واحدة لن تحل المأزق المالي الذي يعيشه الموظفون بسبب تدني الرواتب مقابل ارتفاع جنوني في الأسعار.”
وقال محمد النجار، وهو اسم مستعار لموظف في جامعة دمشق، إن” المنحة التي صرفها الأسد قضت على الآمال برفع رواتب القطاع مطلع العام المقبل.”
ويبلغ متوسط الرواتب في سوريا 60 ألف ليرة سورية، أي ما يساوي قرابة 20 دولاراً شهرياً.
ويؤكد النجار أن “الراتب الذي يتقاضاه من الدولة لا يكفيه سوى لأربعة أيام، وهو حالياً يعمل بدوام مسائي في منشأة خاصة ليتمكن من إعالة عائلته المكونة من أربعة أفراد.”
وقال إن “كنا بانتظار رفع الرواتب لنستطيع التنفس قليلاً في ظل الظروف الصعبة التي أمر بها وكثرة الديون عندي، لكن يبدو أن ما انتظرناه بعيد المنال.”
و من جانب آخر قال الأكاديمي السوري غازي عبدالغفور على صفحته بموقع فيسبوك: “المنحة اقتصرت على العاملين في الدولة، فماذا عن بقية الناس؟.”
وطالب عبدالغفور بإلزام حيتان “البطاقة الغبية”، بصرف منحة للشريحة غير العاملة في الدولة.
وقال: “الأمر غاية في البساطة، فقط الاستغناء عن قرصنة نصف شهر من الريع الذي تدره عليهم “البطاقة” من جيوب الناس، أو تعويضهم ببرميل مازوت!”.”
وعلق أحدهم على ذلك بقوله: “لفته مهمة، وتطبيقها غاية في البساطة، لكن بهذه الطريقة سوف تحرم محافظات بكاملها مثال أبناء حسكة والرقة، لأن السوريين هناك لا يملكون هذه البطاقة (النعمة)!”.
لكن “ماهر طالب” اسم مستعار اعتبر “أنه ليس لدى أصحاب “البطاقة الذكية” استعداد أن يعطوا أكتر من الفتات، وهم لا يفكرون إلا بجيوبهم”.
و قبل شهرين، صدر مرسوم بصرف منحة مماثلة، بلغت 50 ألف ليرة للعاملين في الدولة، و40 ألف ليرة للمتقاعدين.
ولا يزال السعر الرسمي للدولار محدد عند عتبة 1256 ليرة ، بينما تجاوز سعره في السوق السوداء 2900 ليرة.