ظروف المعيشة وكورونا والتهديدات التركية تحدُّ من مظاهر عيد الميلاد في ديرك
ديرك – نورث برس
تحدُّ الظروف المعيشية وإجراءات الإغلاق الجزئي بسبب كورونا، إلى جانب التهديدات التركية هذا العام، من الاستعدادات المعتادة لعيد الميلاد في مدينة ديرك (المالكية)، أقصى شمال شرقي سوريا، حيث أُلغيت الاحتفالات العامة واقتصرت الزينة على المنازل بالإضافة لمحال وشوارع قليلة.
وتستعد عائلات في الجزيرة السورية، ولا سيما المسيحية، هذه الأيام، لاستقبال عيد الميلاد الذي يُعتَبَرُ ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة، ويُمثّل تذكار ميلاد يسوع المسيح في الخامس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر من كل عام.
احتفالات منزلية
وقالت لولو إيليا (26 عاماً)، وهي من سكان مدينة ديرك، إن احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة ستقتصر هذا العام على المنزلية بسبب انتشار وباء كورونا والإجراءات الوقائية للحدِّ من انتشاره.
وأشارت إلى أنهم في الأعوام الماضية كانوا يشترون الزينة والحلويات ويقومون بزيارة الأصدقاء والأقارب، ويتبادلون الهدايا، “لكن هذه المظاهر لم تعد موجودة هذا العام نتيجة ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بوباء كورونا.”
ونظمت كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية في ديرك، الاثنين الماضي، احتفالية للأطفال بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح، اقتصرت على أطفال مدارس الأحد بالكنيسة وتضمّنت قراءة قصص وإنشاد ترانيم، بالإضافة إلى توزيع هدايا من قبل شخصية بابا نويل.
وسجلت مدينة ديرك، أمس الأربعاء، 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد.
وتخضع كافة مناطق شمال شرقي سوريا لإغلاق جزئي منذ الحادي والعشرين من الشهر الجاري، ومن المقرر أن يستمر حتى الرابع من كانون الثاني/يناير العام المقبل.
ومنعت الإدارة الذاتية بموجب قرار الحظر الجزئي كافة التجمّعات الكبرى، من بينها الاحتفالات، حيث يدخل الحظر الجزئي حيّز التنفيذ ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً، الأمر الذي سيمنع السكان من الاحتفال مساءً كما الأعوام الماضية.
“إمكانات محدودة”
وقال سكان من ديرك إن الزينة والأضواء كانت تملأ المنازل والشوارع في الأعوام الماضية.
وإلى جانب شجرة الميلاد، كانت العائلات تشتري الهدايا والحلويات والفواكه، لكن ارتفاع الأسعار هذا العام جعل تلك المظاهر تقتصر على بعض ميسوري الحال.
وقام إبراهيم إسحاق (20 عاماً)، وهو من سكان مدينة ديرك، هذا العام، بشراء كمية قليلة من الزينة والحلويات عكس ما اعتاد عليه سابقاً، بسبب ارتفاع الأسعار والأوضاع الاقتصادية المتردية.
وقال لنورث برس: “هناك ارتفاع غير طبيعي في الأسعار.”
وأضاف “إسحاق”: “سابقاً كنّا نزين معظم شوارع المدينة، لكن الإمكانات محدودة هذا العام.”
وأشار إلى أن مستلزمات الزينة والحلويات تُباع وفقاً لسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية.
وارتفعت أسعار الزينة هذا العام لأكثر من الضعف مقارنةً مع الأعوام الماضية، إضافةً لارتفاع أسعار الحلويات التي تتراوح أسعارها بين خمسة آلاف و24 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.
وبلغ سعر صرف الدولار الأميركي، الخميس، في مدينة ديرك 2885 ليرة سورية.
“رسالة سلام”
لكن غسان بهنان (40 عاماً)، من سكان مدينة ديرك، قال إنه بالرغم من كل الظروف من انتشار فيروس كورونا وغلاء الأسعار والتهديدات التركية ضد المنطقة، فإنهم “سيحتفلون بالعيد رغم كل التهديدات والظروف.”
وتأتي مخاوف السكان بالتزامن مع الهجمات الأخيرة لتركيا وفصائل المعارضة التابعة لها في مناطق عين عيسى وتل أبيض وتل تمر.
وكانت العملية العسكرية التركية ضد سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض قد شملت، العام الفائت، قصفاً على معظم المدن والبلدات الحدودية التي تديرها الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا.
ويقول “بهنان” أنهم اعتادوا التعامل مع الظروف الصعبة والخوف، في إشارةٍ منه إلى الهجمات التركية ضد المنطقة، “لكننا سنحتفل لنرسل رسالة محبة وسلام.”