مزرعة تشرين من قرية صغيرة إلى أكبر تجمع سكاني بريف الرقة الشمالي

الرقة – نورث برس

تشهد قرية مزرعة تشرين،30  كم شمال مدينة الرقة، شمالي سوريا، منذ عشرة أعوام وحتى الآن، تزايداً سكانياً وعمرانياً وتجارياً رغم سنوات الحرب التي أثرت عكس ذلك على غالبية المناطق السورية.

ويقصد سكان ريف الرقة الشمالي القرية، لشراء مستلزماتهم من مواد غذائية واستهلاكية وألبسة وغيرها، بالإضافة إلى صيانة آلياتهم، حيث تضم منطقة صناعية ومستودعات ومحال كبيرة لبيع المواد الغذائية والتجهيزات الزراعية ومواد البناء.

بالإضافة إلى وجود العديد من عيادات الأطباء بمختلف الاختصاصات والصيدليات البشرية والبيطرية ومعصرة لعصر الزيتون ومحطة وقود.

“نمو سكاني”

 وتعتبر مزرعة تشرين من أكبر التجمعات السكنية بريف الرقة الشمالي بتعداد سكاني يتجاوز 25 ألف شخص.

وقال حسين الحسن، وهو إداري في بلدية القرية، إن تعدادها السكاني كان سبعة آلاف شخص قبل بدء الحرب في سوريا.

وأشار “الحسن” إلى أن النمو السكاني الكبير يعود إلى استمرار النزوح إليها بحكم موقعها الذي يتوسط ريف الرقة، بالإضافة إلى أنها منطقة زراعية أصبحت مركزاً تجارياً وصناعياً لسكان المنطقة.

وتعتبر قرية مزرعة تشرين حديثة البناء مقارنة مع القرى المحيطة بها، حيث يرجع بناؤها إلى ثمانينات القرن الماضي، بحسب سكان من القرية.

وقال حسين الأحمد (85 عاماً)، وهو أحد السكان، إنه ساهم في بناء القرية، ” كانت حينها أرضاً بوراً وخالية من السكن.”

وأشار “الأحمد” إلى أن القرية أصبحت بمثابة مدينة مصغرة في ريف الرقة الشمالي، “فلم نعد نقصد مدينة الرقة إلا للأمور الطارئة وذلك لتوفر جميع احتياجاتنا هنا”.

مقصدٌ لنازحين

وشهدت مزرعة تشرين خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الرقة عام2013  فترة ركود، حيث قام عناصر التنظيم بتحويل الدوائر الرسمية فيها إلى مقرات عسكرية لهم، وفقاً لما ذكره سكان من القرية لنورث برس.

وخلال الأعوام الماضية، شهدت القرية استقبال موجات نزوح مختلفة، حيث استقر أكثر من أربعة آلاف نازح فيها بعد العملية العسكرية التركية ضد منطقتي سري كانيه وتل أبيض، بحسب بلدية الشعب في مزرعة تشرين.

وتسببت  العملية التركية في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر بنزوح 300 ألف شخص من المنطقتين، بحسب إحصاءات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

وشهدت مزرعة تشرين تطوراً تجارياً وصناعياً ازداد بعد نزوح أصحاب مهن من مناطق سورية مختلفة إليها وافتتاحهم لمحال جديدة فيها.

وقال بوزان الركاض ( 41عاماً)، وهو نازح من منطقة الميادين بريف دير الزور الشرقي ويقيم في مزرعة تشرين منذ أربعة أعوام، إنه اختار السكن هناك لتوفر فرص العمل فيها ولازدهار نشاطها التجاري والصناعي.

وأشار النازح إلى أنه عند قدومه إلى القرية عام 2017، لم تكن حركة الأعمال فيها كما هي اليوم، “هناك تطور ملحوظ، وخاصة بعد استقرار النازحين فيها ومشاركتهم في افتتاح منشآت صناعية وتجارية.”

إعداد: أحمد الحسن – تحرير: سوزدار محمد