مزارعون في منبج يستبدلون محاصيل الحبوب بزراعة الأشجار المثمرة

الرقة – نورث برس

يتوجه مزارعون في ريف منبج، شمالي سوريا، لزراعة أراضيهم بأصناف من الأشجار المثمرة، ويتوقعون أن تدر عليهم مرابح أفضل من الحبوب التي اعتادوا زراعتها خلال عقود مضت.

وتنتشر فكرة تفضيل زراعة الأشجار على المحاصيل وسط مزارعين يقولون إنهم تكبدوا الكثير من عناء ومصاريف زراعة الحبوب خلال الأعوام الفائتة، لكنهم لم يجنوا منها ما يرضيهم.

وينوي حمود الحسين (43 عاماً)، وهو مزارع في ريف منبج، أن يزرع أرضه بأشجار مثمرة بدل زراعتها كل عام بمحاصيل الحبوب، وخاصة القمح والشعير.

ويرى أن زراعة الأشجار ستؤمّن له إنتاجاً جيداً ودخلاً كافياً، إلى جانب توفير الكثير من العناء والمصاريف التي يتكبدها كل عام مع زراعة المحاصيل.

ورغم أن الإدارة الذاتية كانت قد حددت سعر شراء القمح في الموسم الماضي بما يعادل أسعار صرف الدولار الأميركي، إلا أن كثيراً من المزارعين تذمروا من عدم استقرار أسعار الصرف.

وزاد تأخر هطول الأمطار خلال الموسم الزراعي الحالي من مخاوف مزارعي المحاصيل من خسائر محتملة هذا العام.

وقال عبد الباسط الحسن (38 عاماً)، وهو مزارع بريف منبج الشرقي، إن المواسم السنوية للأشجار المثمرة ستكون مضمونة أكثر بالنسبة لمزارعين يتخوفون كل عام من قلة هطول الأمطار.

وأضاف لنورث برس: ” لم تعد المحاصيل الزراعية تدر أرباحا كما الماضي، فكل عام أسوأ من سابقه.”

ويتوقع “الحسن” أن ينتج الهكتار الواحد من دوالي العنب التي زرعها نحو سبعة ملايين ليرة سورية سنوياً.

لكنه أشار إلى تكاليف شراء الغراس “مرتفعة السعر.”

وفي مدينة منبج، يبلغ سعر غرسة اللوز بعمر السنتين 2500  ليرة سورية، أما دوالي العنب بعمر سنتين فتباع بخمسة آلاف ليرة سورية.

وتختلف الأسعار من مشتل لآخر وبحسب نوع الغرسة التي تزرع محلياً أو يتطلب توفيرها مصاريف شحن تضاف إلى ثمنها، بحسب مزارعين وبائعي غراس ونباتات زينة في منبج.

لكن أحمد هلال، وهو مدير مشتل منبج المركزي، قال لنورث برس إنهم قاموا بتخفيض أسعار غراس حراجية ومثمرة بعد شكاوى من مزارعين بارتفاع أسعار الغراس في الأسواق مع حلول موعد زراعتها.

وكانت لجنة الاقتصاد في مؤسسة الزراعة التابعة للإدارة الذاتية بمنبج قد افتتحت مشتل منبج المركزي في العام 2018 لتوفير غراس أشجار حراجية ومثمرة ونباتات زينة بأسعار مناسبة.

وأضاف “هلال” أن توفير الغراس “بأسعار مقبولة” يأتي في إطار سعي مؤسسة الزراعة لدعم المزارعين الذين تزداد نسبة إقبالهم على الشراء من المشتل. 

وتباع الغرسة الواحدة للفستق الحلبي في مشتل منبج المركزي بسعر يتراوح بين 250 وخمسة آلاف ليرة سورية بحسب عمر الغرسة، بينما يتراوح ثمن دالية العنب بين 1500 وألفي ليرة.

ويبيع المشتل أيضاً غراساً حراجية كالسرو والصنوبر التي تباع الواحدة منها بـ 700 ليرة، بينما يبلغ ثمن غرسة النخيل المروحي أو العفص الشرقي ألف ليرة سورية.

وقال خليل خلاوي (40 عاماً)، وهو مزارع تقع أرضه في ريف منبج الشمالي، إن أسعار الغراس في مشتل منبج المركزي “مقبولة”.

وكان “خلاوي” قد جهز العام الماضي حفراً لزراعة الأشجار في مساحة هكتار من أرضه، لكنه اشترى حاجته من الغراس هذا العام من المشتل.

ويتمنى المزارع أن تقدم مؤسسة الزراعة في منبج المزيد من الدعم للمزارعين “الذين سيدعمون بدورهم اقتصاد المنطقة.”

إعداد: صدام الحسن – تحرير: حكيم أحمد