سياسيون ليبيون: المسار السياسي معرض للفشل بسبب السياسات التركية

القاهرة – نورث برس

حذر سياسيون ليبيون، الثلاثاء، من فشل المسار السياسي، في الآونة الأخيرة، على وقع تحركات وصفوها بـ “الاستفزازية” تقوم بها تركيا في الساحة الليبية.

وتدافع تركيا عن موقفها، وتعتبر أن تدخلها في الملف الليبي “أسهم بصورة مباشرة في إنعاش آمال الحل السياسي”، طبقاً لتعليق الرئيس التركي رجب طيب أ ردوغان قبل أيام.

وبدأت التحركات التركية تتجه جنوباً، وفق ما كشفه موقع “أفريكا إنتلجنس” المتخصص في الشؤون الاستخبارية والاستراتيجية، والذي تحدث عن تحركات تركية لتمديد النفوذ في الإقليم الجنوبي الغربي “فزان”.

وهددت وزارة الخارجية التركية، بداية هذا الشهر من أن استهداف المصالح التركية في ليبيا سيكون له “عواقب وخيمة.”

وتقود تلك التحركات إلى إجهاض آمال الحل السياسي، من وجهة نظر محللين سياسيين، اعتبروا أن المشهد برمته قابل للتحول والعودة إلى نقطة الصفر من جديد.

وعزا المحللون ذلك إلى أهداف تركيا لتمكين الإسلام السياسي في ليبيا، وكذا السيطرة على حقول النفط.

وتدافع أنقرة عن موقفها وتعتبر أن تدخلها لموازنة المشهد السياسي، وحماية البلاد من التهاوي في مغبة الانقسامات والحرب الداخلية.

دور مستمر

يقول محمد الزبيدي، وهو محلل سياسي ليبي، إن ما وصفه بـ “الاستفزازات التركية في ليبيا” لم تتوقف، ولن تتوقف مستقبلاً على اعتبار أن “تركيا لا تريد أن تتخلى عن مكتسباتها، وتسعى إلى تحقيق ما تصبو إليه.”

ويشدد الزبيدي، في تصريحات خاصة لنورث برس، على أن ما وصفه بـ “الاستفزازات” بدأت منذ التدخل التركي المباشر، “بإرسال /25/ ألف مرتزق سوري، وبإرسال البوارج التركية إلى الشواطئ الليبية.”

بالإضافة لإرسال البوارج التركية إلى الشواطئ الليبية، وكذا استخدام ميناء مصراته كقاعدة بحرية للأتراك.

كما تم “الاستيلاء”، حسب “الزبيدي”، على قاعدتي الوطية وعقبة بن نافع في غرب ليبيا كقاعدة جوية، وظهور الرئيس التركي بعدها وهو يشرح ويشير إلى الخارطة الليبية، وكأنها مدينة من المدن التركية.

ويرى الزبيدي، أن التحركات التي تقوم بها تركيا في الداخل الليبي في الفترة الراهنة ما هي إلا “تأكيد على أن الأتراك لن يتخلوا عن أهدافهم في المشهد الليبي”، بما ينعكس على المسار السياسي.

المسار السياسي

يقول حسين مفتاح، محلل سياسي ليبي، في تصريحات خاصة لنورث برس، إن أنقرة تنتظر مخرجات الحوار السياسي،-إن خرج أساساً بنتائج، في ظل توقعات بعدم الوصول لنتائج، وأن تبقى الأمور على ما هي عليه.

وأضاف “مفتاح” أن تركيا ستنتظر النتيجة، “وأي نتيجة تتضارب مع مصالحها، ستلجأ إلى تحريك المجموعات المسلحة والمرتزقة الأجانب ومن يعمل معها من مجموعات في مصراتة وطرابلس، من أجل بعثرة الأورق من جديد.”

وستلجأ تركيا إلى الذهاب مباشرةً للأعمال العسكرية، بحيث تعيد العملية في ليبيا بالكامل إلى نقطة الصفر، بحسب المحلل السياسي.

وقال مفتاح، إن “الدور التركي في ليبيا منذ العام 2011، واضح تماماً، فهو يقف في طرف محدد ويرعى مصالح محددة، وهي مصالح تيار الإسلام السياسي، الذي ترتبط معه تركيا ارتباطاً وثيقاً.”

ويرى أنه “في الوقت الحالي وبعد الوقف الدائم لإطلاق النار، والوصول إلى اتفاقات في لجنة 5+5 العسكرية، إلا أن هذا الاتفاق لم تنفذ بنوده الأساسية بعد ولم تر النور.”

وتصر حكومة الوفاق، على التعاون الأمني مع تركيا، وتطبيق مذكرات التعاون الموقعة بينهما، والتي تتنافى مع بنود وقف إطلاق النار، ما “يؤكد أن تركيا لديها مخطط مستمر في ليبيا، وهو بالمطلق مخطط تخريبي”، بحسب المحلل السياسي الليبي.

إعداد: محمد أبو زيد – تحرير: محمد القاضي