محلل روسي: موسكو قلقة من محاولات واشنطن خلط أوراق المعادلة السورية
موسكو – فهيم الصوراني ـ ِNPA
قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، أن موسكو قلقة من محاولة واشنطن اللعب على الورقة الكردية في سوريا.
كلام لافروف جاء في ختام مباحثاته مع أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ، حيث أضاف أن الكرد متحمسون للحوار مع دمشق، وأن موسكو ترحب بهذا بالتطور.
وأعرب عن أمله في أن لا تقوم الولايات المتحدة بأفعال تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي، وتوازن مصالح جميع المكونات العرقية على الأراضي السورية.
الوزير الروسي أشار في نفس الوقت إلى وجود "عثرة" تتمثل في محاولات واشنطن اللعب على الورقة الكردية، ودفع الكرد لإنشاء "شبه دويلة" على الضفة الشرقية من الفرات، بما فيها في المناطق التي لم يعيش فيها الكرد من قبل.
كما دعا الوزير الروسي في حديثه البلدان الغربية إلى "التخلي عن المعايير المزدوجة في محاربة الإرهاب والتطرف في سوريا، كما ينص على ذلك القرار الأممي رقم 2245".
وشدد على أن المعركة ضد الإرهاب يجب أن تكون بلا هوادة، سواءاً في شرق الفرات أو في مناطق خفض التصعيد في إدلب.
خلط للأوراق
المحلل السياسي الروسي دميتري كيم، رأى في حديثه لـ"نورث برس" أن "تصريحات لافروف تعكس قلقاً روسياً مبررا من وجود محاولات أمريكية لخلط الأوراق في المعادلة السورية، عبر اختلاق أزمات جديدة، وهذه المرة بين العشائر العربية والكرد، لحرف الأنظار عن الخطر الحقيقي المتمثل بأدوات واشنطن من حركات إرهابية، لإضعاف الجانبين، وإعطاء المجاميع الإرهابية المسلحة، والمستوردة في معظمها من الخارج، فرصة التقاط الأنفاس، بعد أن أفلست شعاراتها وفضحت أهدافها الحقيقية".
وأشار إلى أنه مع "بدء الدور التركي في الملف السوري بالتراجع، واقتصاره على محاولات تعطيل الحل السياسي، أو تأجيله في أفضل الأحوال، فإن ذلك يفقد واشنطن أحد أوراقها الأكثر تأثيراً في سوريا، رغم الحديث المضلل على التباين في بعض التفاصيل بين أنقرة وواشنطن".
واعتبر أن مخاوف موسكو مبررة لجهة التوجس من محاولة واشنطن إعادة إنتاج الأزمة السورية، عبر المكون الداخلي البحت، لأن ذلك يعاكس المساعي الروسية في تمهيد الطريق لجمع الفرقاء السوريين خلف طاولة المحادثات، تمهيداً لوضع صياغة تنهي النزاع السوري.
ورأى أن يقظة المكونات السورية لهذه الحقيقة، هي الضمان الأمثل لقطع الطريق على المخططات الأمريكية، وإفشال مخطط "الفوضى الخلاقة" الذي تصر واشنطن على بقاء سوريا في إطاره.