معامل صغيرة جنوب كوباني لا تلقى الدعم الكافي من الإدارة الذاتية

كوباني – نورث برس

يقول أصحاب معامل إنتاجية صغيرة في بلدة صرين، 45 كم جنوب مدينة كوباني، شمالي سوريا، إن الإدارة الذاتية “مقصرة” في تقديم الدعم لمشاريعهم التي يعتمدون عليها لإعالة عائلاتهم وتوفير فرص عمل وتأمين منتجات محلية في المنطقة.  

ويعاني أصحاب معامل صناعية في بلدة صرين وريفها من مشكلة الانقطاع غير المنتظم للكهرباء، ونقص توفر مادة المازوت لتشغيل المولدات الخاصة لمعاملهم.

وقال جاسم العكلة (58 عاماً)، وهو صاحب معمل لصناعة خراطيم زراعية في قرية نور علي بريف صرين، إن الإدارة الذاتية “مقصرة” في تأمين احتياجات معمله من مادة المازوت.

وينتج المعمل في الساعة بمعدل80  إلى 90 كيلوغرام من الخراطيم الزراعية بقياسات مختلفة، يتم صنعها من مواد أولية أو من مواد بلاستيكية يعاد تدويرها بناء على طلب الزبائن.

كما أن المعمل يؤمن خراطيم زراعية للمزارعين في مناطق صرين والجرنية والجلبية بريف كوباني، فضلاً عن تأمين فرص عمل لسبعة عمال.

ويحصل “العكلة” على ألفي لتر من مادة المازوت شهرياً من مديرية المحروقات عبر غرفة الصناعة في صرين، لكنها لا تكفي سوى لعمل  11يوماً فقط، على حد قوله.  

ويتوقف المعمل عن الإنتاج أحياناً لأكثر من 20 يوماً بسبب تأخر استلام المازوت في الوقت المناسب.

وأشار “العكلة” إلى أن ارتفاع سعر صرف الدولار أثر سلباً على واردات المعمل، حيث يقوم بشراء المواد الأولية بالدولار فيما يبيع الإنتاج بالليرة السورية، “المربح لا يكفي سوى لإعالة عائلتي وتأمين رواتب العمال.”

ويبلغ سعر الطن الواحد من المواد الأولية الخاصة بصناعة الخراطيم، والتي تستورد من دول الخليج، في سوق مدينة منبج 1300 دولاراً أميركياً.

من جانبه، قال محمود عاجوز (51 عاماً)، وهو صاحب معمل بقرية حفيان بريف صرين تم تأسيسه قبل نحو عام لإنتاج البرغل، إن عدم توفر كميات كافية من المازوت في ظل عدم تحديد ساعات تقنين الكهرباء تؤثر سلباً على إنتاج معمله.

وأضاف لنورث برس إن “الكهرباء تنقطع بشكل متكرر ودون موعد محدد، فنضطر أحياناً لإرسال العمال إلى المنزل لعدم توفر الكهرباء.”

و اضطر “عاجوز” إلى تحمل تكاليف شراء ووضع برج للكهرباء ومحولة كهربائية بمبلغ عشرة آلاف دولار (ما يعادل نحو ثمانية وعشرين مليون ليرة سورية).

وينتج معمل البرغل في قرية حفيان حوالي  طنين اثنين من أصناف البرغل يومياً، إضافة إلى بيع بقايا الطحن في الأعلاف.

ويبيع المعمل إنتاجه في مدن كوباني ومنبج والرقة وحسكة وقامشلي.

لكن بوزان دالي، وهو الرئيس المشارك لغرفة الصناعة في إقليم الفرات، قال لنورث برس إنهم يقومون “بإعطاء كميات من المازوت، بحسب توفرها، للمشاريع الصناعية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض المصانع تعمل على الكهرباء النظامية.”

وتبلغ مخصصات إقليم الفرات (كوباني وصرين وريف تل أبيض) من مادة المازوت 19 صهريجاً، تتراوح سعة الواحد منها بين 33 و 45 ألف لتر، وتصل من إقليم الجزيرة مرةً  كل يومين، بحسب تصريح سابق  لمديرية المحروقات في مقاطعة كوباني.

وتشهد مقاطعة كوباني، مؤخراً، نقصاً في الكميات الواردة من مادة المازوت، ما يتسبب “بخلل في التوزيع”، بحسب مديرية المحروقات.

إعداد: فتاح عيسى- تحرير: سوزدار محمد