إسطنبول – نورث برس
قال دينيس كوركودينوف، رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، الاثنين، إن تصعيداً جديداً للصراع ستشهده سوريا، خلال الأيام القادمة، بين روسيا وتركيا.
وقال كوركودينوف، إن موسكو وأنقرة اتفقتا على البدء في كانون الأول/ديسمبر الجاري، بتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق أستانا الذي تم في 4 أيار/مايو، بمبادرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتتعلق الاتفاقية بتوزيع السيطرة على طريق حلب ـ اللاذقية، أو ما يعرف بطريق الـ M4 والمناطق المجاورة له.
وينطبق هذا على مناطق أريحا وجبل الزاوية، حيث تتعهد تركيا بضمان نظام خفض التصعيد، إلا أنها لا تلتزم ببنود الاتفاقية، و”سيكون سبباً لتصعيد جديد للصراع” بحسب المحلل الروسي.
وأضاف أنه “لا تزال تركيا تسعى إلى فرض سيطرتها على الشريط الحدودي حتى عمق 20 كيلومتر في سوريا، وبناءً على ذلك تكتسب اتفاقية أستانا مرة أخرى أهمية خاصة.”
ويرى كوركودينوف، أن مسألة السيطرة على مدن أريحا وجبل الزاوية وجسر الشغور، ستصبح مرة أخرى حجر عثرة بين أنقرة ودمشق.
وقال إنه “بات من الواضح أن قوات الحكومة السورية، ستسيطر على مدن أعزاز وعفرين وجرابلس وفق الاتفاقات الروسية التركية.
وستكون القوات الحكومية، قادرة على بسط سيطرتها على معابر باب الهوى والسلامة الحدودية، مما سيسمح لدمشق بالحفاظ على وجودها على طول الحدود السورية ـ التركية، بحسب كوركودينوف.
وقررت موسكو تعليق أنشطة الدوريات المشتركة مع أنقرة على الأراضي السورية، لكن ذلك لم يؤدي إلى وقف حملات القصف التي نظمتها تركيا، ولهذا السبب اعتبرت القيادة الروسية نفسها خالية من الالتزامات المتعلقة بـ”تحرير” مدينتي أريحا وجسر الشغور.
وكان لهذا القرار تأثير قوي على الجماعات المسلحة التركية التي اضطرت بضغط من موسكو ودمشق، إلى ترك مواقعها في مدينة دارة عزة في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.
وقال المحلل الروسي إن “الانسحاب التركي في إدلب (إخلاء النقاط) قد سهله الصراع الأرمني الأذربيجاني، حيث أضعفت أنقرة خلاله الجبهة السورية بشكل كبير من أجل إعادة تجميع قواتها.”
وأضاف أن “ذلك سمح لروسيا بتنفيذ هجوم ناجح على معسكر للجيش التركي، يقع في جبل الدويلة، بين سلقين وكفر تخريم.”
وأشار إلى أنه “ظهرت في الآونة الأخيرة معلومات، عن نقل عشرات الأسطوانات من غاز الأعصاب سارين من مدينة سرمدا إلى الأطراف الجنوبية لمحافظة إدلب.”
وبناءً على ذلك من الواضح تمامًا أن المجتمع الدولي سيشهد في المستقبل القريب استفزازًا آخر، يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، و”سوف يلومون بشار الأسد الذي لا علاقة له بالاستفزاز الذي ينظمه الإرهابيون”.
وأطلق المركز الروسي للمصالحة في سوريا، منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر، تحذيرات جديدة حول تخطيط فصائل من المعارضة السورية لهجوم كيماوي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
ويعتقد المحلل الروسي، أنه “من الصعب توقع تنفيذ المرحلة النشطة من تنفيذ اتفاقيات أستانا قبل بداية شباط/فبراير 2021، على الأقل.”
وأضاف أن “الإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة جو بايدن، منعت أي تحرك في اتجاه إدلب، حتى التحديد النهائي لتوجه سياسة البيت الأبيض بعد رحيل دونالد ترامب، و”هذا هو وقت انتظار تصعيد جديد للصراع في سوريا”.