سياسي سوري: على جميع الفصائل الالتزام بقرارات هيئة التفاوض

القاهرة- محمد أبوزيد- NPA
قال القيادي بالمجلس الوطني الكردي السوري، فؤاد عليكو، إن "الصراع في سوريا بين الحكومة والمعارضة قد تحول إلى صراع على سوريا بين القوى الدولية والإقليمية، وهذا ما أضعف كثيراً دور المعارضة والحكومة معاً من التأثير على مجريات التطورات والأحداث في سوريا، سواء على الأرض أو على صعيد التحرك السياسي والدبلوماسي".
وبناءً على تلك المعطيات، أفاد في تصريحات خاصة لـ"نورث برس" بأن "حل الأزمة السورية مرتبط اليوم بالتوافقات الإقليمية والدولية حول تفسير القرارات الدولية التي صدرت من الأمم المتحدة بشأن معالجة الأزمة السورية، بخاصة القرار الدولي التفصيلي 2254 للعام 2015، ومن المؤسف القول بأن مثل هذا التوافق لازال بعيداً في المدى المنظور، وهذا يعني استمرارية الأزمة واستمرارية الصراع على سوريا، والشعب السوري وحده يدفع هذا الثمن الباهظ يومياً من قتل وتشريد وتجويع".
أما على صعيد المعارضة، فقال: "يمكننا تقسيمها إلى الجانب السياسي والجانب العسكري، ففي الجانب السياسي هناك توافق مقبول على الرؤية السياسية للحل في سوريا والمتمثل برؤية هيئة التفاوض المنبثقة عن مؤتمر الرياض 2017 والتي تضم أوسع طيف للمعارضة السورية بمختلف المكونات السورية وأطيافها السياسية، إضافة إلى أن هناك انسجاماً سياسياً في حدودها المقبولة للتحرك الدبلوماسي دولياً وفق ما تم التوافق عليه في مؤتمر الرياض2".
لكن المشكلة الأساسية والخلل الأساسي –وفق عليكو- في الجانب العسكري، ذلك أن هناك انقساماً وتعدداً مفرطاً في صفوف الفصائل مع عدم وجود رؤية موحدة وواضحة لآفاق الحل السياسي في سوريا، إضافة إلى عدم وجود تنسيق بينها وبين الحامل السياسي المفترض والمتمثل في هيئة التفاوض، وهذا ما يضعف موقف الطرفين دولياً ويطرح تساؤلاً كبيراً ومحرجاً أمام المعارضة السياسية من قبل المجتمع الدولي: "ما هي القوى العسكرية التي تعولون عليها في ضبط الأمن والاستقرار في سوريا إذا تم إسقاط النظام كما تطالبون به؟!" إضافة إلى وجود تنظيمات مصنفة إرهابية دولياً كتنظيم "الدولة الإسلامية" وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) والتي تسيطر على مساحة كبيرة من محافظة إدلب وبعض المناطق من ريف حلب وحماه، وكيف ستتعاملون معها على الأرض؟.
وتابع: كما أن "تجربة إدارة  الفصائل غير المصنفة إرهابية على الأرض لا تشجع أحداً على الاعتماد عليها كنموذج يقتضى به، بل على العكس لقد قدموا صورة سلبية جداً، خاصة في عفرين والباب، إضافة إلى الصراعات البينية حول مناطق النفوذ للاستئثار بالمنطقة لمنافع ذاتية خاصة بتلك الفصائل وليس هدفها تقديم نموذج إداري ناجح يمكن الاعتماد عليه بسوريا".
وهذا –وفق عليكو- ما يتسبب كثيراً في تغيير مواقف الكثير من الدول باتجاه العمل على إصلاح مؤسسات الحكومة وليس تغييرها ككل سياسياً وعسكرياً وإدارياً كما تطالب المعارضة، وسوف يستمر هذا التوجه الدولي ويتقدم أكثر طالما استمرت هذه الفصائل بممارسة هذه السياسة.
وبحسب عليكو، فإن المخرج الوحيد للخروج من هذه الإشكالية، هو في توحيد هذه الفصائل صفوفها والالتزام برؤية وقرارات هيئة التفاوض واعتبار هيئة التفاوض الحامل السياسي لها وتمثلهم في المحافل الدولية عندها فقط سيتعزز موقف الحامل السياسي دولياً، إضافة إلى إعادة النظر في مجمل سلوكها السلبي في الإدارة في المناطق التي تحت سيطرتها وتسليم الإدارة لحكومة الائتلاف واعتبارها صاحبة القرار والإدارة للمجالس المحلية في تلك المناطق والتفرغ للعمل العسكري المنوط بها، وبدون ذلك سوف يبقى الدوران في حلقات مفرغة هو السائد والحكومة السورية والقوى الدولية المؤيدة لها هي المستفيدة من كل ذلك.