سكان في حلب يتهمون الحكومة بتفضيل أحياء على أخرى أثناء توزيع المازوت

حلب – نورث برس

تتهم عائلات في مدينة حلب، شمالي سوريا، لجان توزيع مازوت التدفئة، والتي تشرف عليها شركة “محروقات” الحكومية، بتفضيل أحياء تسكنها عائلات “ميسورة الحال” على الضواحي وأحياء أخرى “للبسطاء.”

وحصلت عائلات في عدة أحياء بمدينة حلب في بداية عملية التوزيع على الدفعة الأولى من المازوت (200 لتر)، ليتم توزيع 100 لتر فقط على عائلات لم تتمكّن من الحصول على أيٍّ من مخصصاتها سابقاً.

وفي وقت سابق، حدد مدير فرع دمشق لشركة محروقات، في تصريحٍ لصحيفة الوطن السورية شبه الرسمية، كمية 400 لتر من المازوت لكل عائلة عبر البطاقة الذكية، وذلك على دفعتين لكلٍّ منهما 200 لتر.

“لا عدالة في التوزيع”

وقال إسماعيل الندّاف (30 عاماً)، وهو من سكان حي بعيدين ويعمل في مطعم للوجبات السريعة في حي موكامبو، إن العائلات التي تسكن في أحياء موكامبو والشهباء وحلب الجديدة حصلت على 200 لتر في موعد التوزيع المقرر.

وأضاف: “بينما الأحياء الشرقية التي يسكنها البسطاء سيتم توزيع100  ليتر فقط، ومع ذلك لم تحصل عليها بعد، ليست هناك عدالة بالتوزيع.”

ولا يجِدُ “الندّاف” حلاً سوى انتظار حصوله على 100 لتر والتي لن تكفيه حتى نهاية الشتاء.

لكن مصدراً من المكتب التنفيذي في محافظة حلب قال لنورث برس، إن الدفعة الأولى (200 لتر) سيتم توزيعها على قسمين للعائلات التي لم تحصل على مخصصاتها بعد.

وبلغت كمية المازوت الموزعة حتى الآن على أحياء مدينة حلب مليونين ونصف المليون لتر، وفق المصدر نفسه.

لكن المصدر لم يحدد موعداً لتوزيع القسم الثاني من الدفعة الأولى.

وكان مطلع شهر أيلول/سبتمبر الفائت موعداً لبدء توزيع مازوت التدفئة، وفقاً لما صرَّح به مدير فرع دمشق لشركة محروقات، إبراهيم أسعد، لصحيفة الوطن.

لكن عملية بدء التوزيع تأخرت عن الموعد المحدد لأكثر من شهر ونصف “بسبب التأخر في أعمال صيانة مصفاة بانياس وعدم وجود صهاريج كافية”، بحسب تصريح سابق لمصدر من مديرية المحروقات لنورث برس.

حرمان مكرر

وما زال صفوان البابي (47 عاماً) من سكان حي الحمدانية بمدينة حلب، شمالي سوريا، وآلاف آخرون ينتظرون منذ أكثر من ثلاثة أشهر ونصف الحصول على مخصصاتهم من المازوت.

ويخشى “البابي” من عدم حصوله على مخصصاته من مادة المازوت حتى انتهاء الشتاء، كما جرى العام الماضي، حيث اضطر كمعظم سكان مدينة حلب إلى شراء احتياجات عائلته من السوق السوداء بأسعار تتراوح بين 400 و500 ليرة للتر الواحد.

ويواجه السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، هذا العام، وضعاً معيشياً صعباً يتمثّل في نقصٍ حاد في الخبز والمحروقات في ظل انهيار قيمة الليرة السورية وارتفاع كبير في أسعار مختلف المواد وتدني الرواتب الحكومية.

وقال “البابي” إنه لا يستطيع هذا العام شراء المازوت من السوق السوداء بسبب تردي الوضع المعيشي، “فسعره يتجاوز 800 ليرة للتر وهذا يفوق قدرتي والظروف اختلفت عن العام الماضي.”

وأضاف ربُّ الأسرة أن أطفاله يعانون من البرد، “ليس لدي وسيلة تدفئة، فلا الغاز متوفر ولا الكهرباء.”

وحصل معظم سكان مدينة حلب، العام الفائت، على مخصصات الدفعة الأولى من المازوت في أواخر فصل الشتاء، بينما لم يحصلوا على الدفعة الثانية حتى الآن.

“وعود شفهية”

وقال يحيى ناصيف، وهو مختار حي الحمدانية في حلب، إن200  عائلة فقط من أصل أربعة آلاف  في حي الحمدانية الثاني حصلت على مستحقاتها من مازوت التدفئة حتى الآن.

وذكر أنهم تواصلوا مع لجنة المحروقات بالمحافظة مراراً “ونقلنا لهم شكاوى السكان، لكن لا نتلقى سوى وعود شفهية بأنه سيتم الإسراع في عملية التوزيع.”

وقال سكان من مدينة حلب إن آلية توزيع المازوت على الأحياء تسير بوتيرة بطيئة وغير منتظمة، في ظل انخفاض درجات الحرارة.

وعبَّر “ناصيف” عن سخطه بسبب تأخر عملية التوزيع، “فالشتاء باتَ في منتصفه والبرد يشتد، لم نحصل على المازوت هذا العام ولا العام السابق وربما يستمر حرماننا في العام القادم.”

إعداد: نجم الصالح – تحرير: سوزدار محمد