سكان في دمشق يخشون تكرار حوادث الرصاص العشوائي خلال أعياد الميلاد
دمشق – نورث برس
مع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة، يعود الترقب إلى الشارع في العاصمة دمشق بسبب الخشية من تكرار حوادث الرصاصات الطائشة، خاصةً أن السنوات السابقة شهدت حوادث مفجعة.
ورغم أن أصوات إطلاق الرصاص والمدافع لم تعد تُسمَع في أحياء دمشق منذ أكثر من عام، إلا أن شهر كانون الأول/ديسمبر ما يزال يحمل معه مخاطر تشغل بال سكان العاصمة.
وخلّف إطلاق النار العشوائي، خلال أعياد ومناسبات في الأعوام الماضية، ضحايا ومصابين، وحوّل الاحتفالات من “مناسبة للبهجة إلى كارثة.”
وليلة رأس السنة الماضية، شهدت دمشق فقدان شاب لحياته، بينما أصيب 18 شخصاً، بحسب وكالة سانا الحكومية.
كما بلغ عدد الإصابات في مختلف المحافظات 53 إصابة، إلى جانب حالة وفاة ثانية.
وروى ياسر بردان، وهو مخرج وممثل مسرحي يقيم في دمشق، ما وصفه بالذكرى الأليمة لإصابة أحد أشقائه برصاص طائش أثناء تشييع إحدى الجنازات.
وقال لنورث برس: “كان يوماً عصيباً، فقد ذهب أخي لتشييع أحد الشهداء، وفي المقبرة قام أشخاص بإطلاق النار في الهواء، وسقط مقذوف على رأس أخي وتسبب بإصابته.”
ويطالب سكان في العاصمة بحملات توعية مدنية، وتشديد العقوبات القانونية لردع من حملوا السلاح عن استخدامه في المناسبات العامة وداخل الأحياء.
بينما يرى “بردان” أن النقاش مع من يُقدِمون على هذا التصرّف “عقيم”، لأننا أمام “حالة رعناء متهورة يقوم بها أشخاص يصعب إقناعهم”، على حدِّ تعبيره.
ويقول سكان إن ظاهرة إطلاق النار العشوائي في دمشق كانت “نادرةً جداً” قبل الحرب، ولكنها انتشرت في أغلب الأحياء خلال سنوات انتشار مسلّحين في أحيائها.
ورافق إطلاق الرصاص مختلف المناسبات كالأعراس والجنازات ونتائج الامتحانات والانتخابات والأعياد، لكنها تبدو بصورة أبرز في ليالي الميلاد ورأس السنة.
وبعد انتهاء الاشتباكات في أحياء دمشق ومحيطها، انحسرت هذه الظاهرة إلى أحياء محددة مثل “عش الورور” قرب “مساكن برزة” وحي “المزة 86” بشقيه “الخزان” و”المدرسة” وبعض الأحياء والضواحي الأخرى.
ويعتقد سابا وهبة، وهو مخرج مسرحي يقيم في دمشق، أن عادة إطلاق الرصاص في المناسبات تعبِّر عن “شخصية غير ناضجة انفعالياً.”
وقال لنورث برس: “ليست الطريقة المناسبة للتعبير عن الفرح، هي تدلُّ على مشكلة في الأخلاق لأنه يسبب الأذى، إلى جانب الغباء لأن هذا الأذى يمكن تجنّبه ببساطة.”
وأضاف: “يتم إطلاق الرصاص في جبهات الدفاع عن البلاد وليس للتباهي في المناسبات.”
ويقول سكان إن أحياء العاصمة ستشهد حوادث مؤلمة خلال ليلة رأس السنة، في ظل عدم قدرة الجهات الحكومية ضبط من يحملون السلاح.
وتختلف عقوبة إطلاق النار العشوائي بحسب الحالة، فإن كان مطلق النار غير حائز على رخصة فهو جرم له عقوبته.
وتختلف تلك العقوبة إذا أصاب أحدهم، أو في حال إلحاق الضرر المادي بالناس والمؤسسات له عقوبة أو إقلاق الناس وإخافتهم، بحسب حديث لمدير إدارة الأمن الجنائي لقناة تلفزيونية محلية.
وتتراوح العقوبة من ثلاثة أشهر سجن إلى ثلاث سنوات للجنحة، أما جرم القتل أو التسبّب بإصابة فعقوبتهما من ثلاث سنوات إلى 15 سنة بحسب نوع وظروف ونتائج الجرم.
وقالت فرات أبو عقدة، وهي محامية تقيم في العاصمة، إن “الجهل” يجعل مطلق الرصاص لا يميّز بين الرصاص الحي والألعاب النارية التي هي غير قاتلة بالرغم من أنها تسبّب الإزعاج أيضاً.
وأضافت: “على المشرِّع أن يكون حازماً ويشدد العقوبة، ولكن يجب أن يترافق ذلك مع حملات توعية من سن مبكّرة كتلحين نشيد مخصص للأطفال يدين هذا الفعل.”