أصوات القصف التركي تثير مخاوف مقيمي مخيم تل أبيض من نزوح جديد
الرقة – نورث برس
يسود قلق بين النازحين في مخيم تل أبيض، 40 كم شمال مدينة الرقة السورية، بسبب تداعيات تهديدات جديدة لتركيا وفصائل مسلحة موالية لها في المنطقة.
ويتخوف هؤلاء من اضطرارهم لنزوح جديد هذا الشتاء مع أصوات القذائف التركية التي تسقط على بلدة عين عيسى القريبة من المخيم (١٠كم شمالاً)، والتي اشتدت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية.
وقبل يومين فقد مدنيان حياتهما، بعد انهيار منزلهما في قرية الجهبل جراء قصف عنيف للقوات التركية على ريف بلدة عين عيسى.
وقال روبن اليحيى (٣١ عاماً)، وهو نازح من قرية حمام التركمان بريف تل أبيض يقيم في مخيم تل أبيض منذ أكثر من عام، إن الاشتباكات الأخيرة في عين عيسى أصبحت تثير مخاوف سكان المخيم، خاصة في الليل، بعد أن كانت حياتهم “شبه مستقرة” بالرغم من مرارة حياة النزوح.
وأضاف لنورث برس: “عندما نسمع صوت المدفعية التركية وهدير الطائرات فوق المخيم، يتملكنا الخوف من رحلة نزوح أخرى في حال تقدم الأتراك نحو عين عيسى.”
وقبل أكثر من عام، خرج “اليحيى” من منزله تاركاً كل شيء وراءه، بعد أن تقدمت تركيا والفصائل الموالية لها نحو القرى المجاورة، ليتجه نحو مدينة الرقة ويغادرها نحو المخيم بسبب غلاء الإيجارات هناك.
وقبل شهرين، بدأت إدارة مخيم تل أبيض، بمشروع توسيع المخيم الكائن في قرية تل السمن شمال المدينة، وذلك نظراً لكثرة طلبات التسجيل.
وأنشئ المخيم العام الماضي أثناء الهجوم التركي على منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، ويضم 860 خيمة و750 عائلة، بحسب إدارة المخيم.
ورغم أن العائلات ترى الاستقرار ناقصاً ما لم تعد لمنازلها، إلا أن المخاوف من رحلة نزوح جديدة، تبدو “مرعبة” بعد أن فقد النازحون أملاكهم التي سيطرت عليها تركيا وفصائل المعارضة في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الفائت.
كما يتخوف النازحون على أقرباء لهم في المناطق التي تتعرض للقصف، خصوصاً أن المنطقة قريبة وعلاقات القرابة والمصاهرة والعمل جمعت عائلاتها لعقود مضت.
وقالت زليخة مصطفى (٧٠ عاماً)، التي تتحدر من قرية سوسك بريف تل أبيض الشرقي، إنها تعاني في خيمتها من مشكلات في الصيف وأخرى في الشتاء، بسبب من وصفتهم بـ”الظالمين” في إشارة إلى تركيا والفصائل الموالية لها.
وأضافت أنها لا تستطيع النوم حين تسمع أصوات الطيران أو يخبرها من حولها بتجدد القصف، لأن لها أقارب في عين عيسى
وتشير المرأة الطاعنة في السن إلى أنها لا تفهم سبب مهاجمتهم رغم أنهم “سوريون”، ولا تخفي شوقها: “نريد العودة لترابنا.”
وقال ليث محمد (40 عاماً)، وهو نازح من مدينة دير الزور، إنه مر بخمس محطات نزوح مختلفة منذ خروجه من مدينته قبل أربعة أعوام، ليكون مخيم تل أبيض للنازحين مستقرة بعد أن قدم إليه من بلدة سلوك التي تقدم الجيش التركي نحوها.
وأشار “محمد” إلى أنه قد فقد كل ما يملك مع كل رحلة نزوح، وأن اشتداد القصف التركي على بلدة عين عيسى يخيفه من تكرار المعاناة نفسها.
وقال أيضاً: “تعبنا من التنقل، إذا خرجنا من المخيم لا نملك ثمن إيجار منزل أو إعالة أنفسنا.”