تهديدات تركية لا تمنع مسيحيي قامشلي من الاستعداد لبهجة الميلاد

قامشلي – نورث برس

يقول سكان مسيحيون في مدينة قامشلي، شمال شرقي سوريا، إن التهديدات التركية وهجمات فصائل المعارضة التابعة لأنقرة على مدن وبلدات المنطقة لن توقف استعداداتهم للاحتفال بعيد الميلاد.

وتستعد عائلات في الجزيرة السورية، ولا سيما المسيحية، هذه الأيام، لاستقبال عيد الميلاد مع حملات إنسانية واجتماعية بعد أن حدّت الظروف المعيشية وإجراءات الإغلاق الجزئي بسبب كورونا من الاحتفالات العامة.

وتأتي مخاوف السكان بالتزامن مع الهجمات الأخيرة لتركيا وفصائل المعارضة التابعة لها في مناطق عين عيسى وتل أبيض وتل تمر.

وكانت العملية العسكرية التركية ضد سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض قد شملت، العام الفائت، قصفاً على معظم المدن والبلدات الحدودية التي تديرها الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا.

وفقد مدنيان حياتهما، قبل يومين، بعد انهيار منزلهما في قرية الجهبل جراء قصف عنيف للقوات التركية على ريف بلدة عين عيسى شمال الرقة.

وقالت سميرة كورية (60 عاماً)، وهي من سكان مدينة قامشلي ومشاركة في حملات ميلادية لمساعدة العائلات المحتاجة، إن التهديدات التركية لن توقف حملاتهم وقيامهم بواجبهم السنوي لتوزيع هدايا العيد.

وأضافت لنورث برس، أنها ليست المرة الأولى التي تهدد فيها تركيا مناطق شمال شرقي سوريا، “اعتدنا على تهديدات تركيا التي تحاول تحطيم معنوياتنا، لكننا مستمرون في الاحتفال بالعيد بعون الله.”

وتقام في فترة الميلاد مبادرات إنسانية، شخصية ومدنية وكنسية، تهدف لمساعدة عائلات ذات دخل محدود، ويشارك فيها العديد من الأشخاص من مختلف الأعمار.

ويرى مالك حنا (31 عاماً)، وهو من سكان مدينة قامشلي، إن استعدادات عيد الميلاد لهذا العام تواجه تحديات مختلفة، أبرزها التهديدات التركية والأوضاع الاقتصادية المتردية وانتشار وباء كورونا.

وقال “حنا”: “عاد الفكر الاستعماري للرئيس التركي أردوغان والذي كان وما يزال يهدف للتوسع في أراضينا، ما ينشر مخاوف لدى شعوب المنطقة رغم أنها أيام بهجة واحتفالات الميلاد الجميلة.”

وكانت مدينة قامشلي تشتهر بشكل خاص باحتفالاتها الموسيقية والكرنفالية المميزة خلال فترة الميلاد، والتي كانت تشارك فيها مؤسسات دينية ومدنية وثقافية، وبعضها كان يستمر من ليلة الرابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر إلى ليلة رأس السنة الميلادية.

لكن سعادة الأطفال وهداياهم، لم تعد الشاغل الوحيد لبال أرباب العائلات هذا العام، وهو ما سيؤثر على جو العيد وطقوسه، بحسب “حنا”.

ويقول مشرفون على تنظيم العيد في أحياء المدينة، إن الاحتفالات العامة ستكون على نطاق ضيق وسط الظروف الحالية، بالإضافة لإقامة بعض الريسيتالات الدينية الخاصة بترانيم وتراتيل الميلاد، والتي ستقام ضمن الكنائس بشكل مصغّر تفادياً للتجمّعات الكبيرة.

وقالت مريانا عيسى (24 عاماً)، من سكان قامشلي، إن احتفالات هذا العام “ستكون مختلفة قليلاً عن السنوات السابقة.”

وتصف “عيسى” القوات العسكرية الموجودة في شمال شرقي سوريا بـ”العين الساهرة لحماية المنطقة من التهديدات.”

وكانت قوات المجلس العسكري السرياني قد أعلنت، في التاسع من الشهر الحالي، إحباطها لعملية تسلل لمجموعات مسلّحة تابعة لتركيا في قرية أم الكيف، شمال بلدة تل تمر.

وأضافت “عيسى”: “سنحاول أن نتأقلم مع الظروف لنعيش فرحة الميلاد، فهناك الاجراءات الوقائية لفيروس كورونا علينا أن نأخذها بعين الاعتبار إلى جانب التهديدات التركية.”

وأشارت إلى أن استعدادات العائلات والطقوس الاجتماعية والدينية ستستمر، متمنية “إقامة الصلوات والقداديس في الكنائس كما السابق.”

إعداد: ريم شمعون – تحرير: حكيم أحمد