مزارعون في ريف الرقة الغربي ينتقدون وعوداً لم تنفذ لوزير الزراعة
حلب – نورث برس
انتقد مزارعون في مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية بريف الرقة الغربي، شمالي سوريا، زيارة وزير الزراعة السوري والإصلاح الزراعي دون أن يرافقها تقديم أي دعم لتطوير الزراعة في مناطقهم.
وقال مزارعون إن الزيارة التي قام بها محمد حسان قطنا، وزير الزراعة والإصلاح الزراعي إلى مناطقهم، الأحد الفائت، لم تحمل جديداً للمزارعين وأصحاب المشاريع الزراعية بالرغم من المطالب العديدة التي عرضت عليه.
وقال “أبو جاسم” (56عاماً)، وهو اسم مستعار لمزارع من بلدة دبسي فرج بريف الرقة الغربي، إنه قدم للوزير عدة طلبات، “لكنني لا أدري إذا كان سيتم النظر بها وتحقيق ولو جزء بسيط منها.”
وأشار المزارع إلى أن تلك المطالب ضرورية للنهوض بعمله في أرضه الزراعية.
ويخشى “أبو جاسم”، كغيرة من مزارعي المنطقة، من أن يتكبد خسائر لا يقدر على تحملها، لا سيما وأنه زرع أرضه بالقمح بناء على توجيهات حكومية ووعود بتزويده بالسماد والمحروقات الضرورية لعمل مولدات ضخ المياه والآليات الزراعية.
“لكنني لم أحصل على أي منها حتى الآن.”، بحسب قوله.
ووصف “أبو سالم” (60 عاماً)، وهو مزارع من بلدة دبسي عفنان بريف الرقة الغربي طلب عدم نشر اسمه الصريح، جولة وزير الزراعة بأنها “استعراضية وتهدف إلى الظهور الإعلامي وإعطاء الوعود لمزارعين دون تنفيذها.”
وقال المزارع، الذي فضل هذا العام زراعة السمسم على زرع القمح، إنه لم يتلقَّ حتى الآن أي كيس سماد من الحكومة، “وما زلت أشتري لتر المازوت بسعر 650 ليرة لجراري الزراعي.”
وأضاف: “تكاليف الزراعة باتت لا تطاق ولن يقدر معها المزارع مواصلة الزراعة ما لم تنفذ الحكومية وعودها، على الأقل فيما يخص الأسمدة والمحروقات.”
ويرى مزارعون في مناطق سيطرة الحكومة بريف الرقة الغربي أن أبرز مشكلاتهم تتمثل في فقدان وغلاء مستلزمات الزراعة، بالإضافة إلى تدني التسعيرات الحكومية لشراء المحاصيل.
ويقول هؤلاء إن الحواجز الحكومية تفرض “رسوماً باهظة” على المعدات الزراعية ومستلزمات الزراعة التي يجلبونها من مناطق الطبقة والرقة الخاضعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وتعول الحكومة على المناطق الشرقية لحلب ومناطق ريف الرقة الغربي والجنوبي الغربي لتكون سلة غذائية زراعية، بحسب ما نقله سكان ومزارعون عن الوزير في الحكومة السورية.
وأعرب وزير الزراعة، خلال لقائه المزارعين، عن استعداد الوزارة لمعالجة مختلف الصعوبات والمشكلات التي تواجه المزارعين للتوسع في زراعة الأراضي، مع تأمين متطلبات ومستلزمات تحسين القطاع الزراعي في الريف الغربي للرقة.
لكن عدنان الوهب(60عاماً)، وهو مهندس زراعي من بلدة دبسي عفنان بريف الرقة الغربي، قال إن أياً من تلك الوعود لم تترجم عملاً على أرض الواقع.
ولا يتوقع المهندس الزراعي، الذي واكب زيارة الوزير إلى المنطقة وقدم عدة طلبات باسم مزارعي منطقته، تحقيق “سوى أجزاء بسيطة من مطالب المزارعين التي لن يكون لها تأثير يذكر.”
وأشار إلى أن المطالب الأساسية “البسيطة” للمزارعين المتمثلة في تأمين الديزل والأسمدة وإصلاح شبكة الري ما تزال عالقة ولم تصبح بعد قيد التنفيذ.
وأضاف: “فكيف مع المطالب الأكثر صعوبة كتوفير قروض مالية وافية وإزالة حواجز الترسيم التي وضعتها الحكومة على المعابر الواصلة لشرق الفرات.”