مقربون من القوات الحكومية: انسحاب النقاط التركية بإدلب يأتي وفق اتفاق تركي روسي

دمشق – نورث برس

يقول مقربون من القوات الحكومية السورية إن إخلاء الجيش التركي المزيد من نقاطه جنوبي إدلب وفي ريف حلب الغربي، شمال غربي سوريا، وسحب قواته باتجاه مواقع وتلال استراتيجية في جبل الزاوية، يتم وفق اتفاقات محكمة مع روسيا.

وسحب الجيش التركي، قبل أيام قليلة، نقطة المراقبة السادسة له في الصرمان، وذلك غداة انسحابات متتالية من عدة نقاط في المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية.

وكانت نقطة الصرمان قد أقيمت في الخامس عشر من شباط عام 2018، وتقع في صوامع الحبوب شرق معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي.

وقالت مصادر إعلامية من المنطقة، إن المسلحين الموالين لتركيا، قاموا مؤخراً، بتفكيك سككة الحديد على طول طريق حلب – اللاذقية، أو ما يعرف بطريق M4 استعداداً لتسليمه للجيش السوري.

“تنسيق تركي-روسي”

وقال مصدر ميداني في القوات الحكومية السورية، لنورث برس، “إن الفترة المتبقية لهذا العام، ستشهد انسحاب كل النقاط التركية في مناطق سيطرة الجيش السوري، وفق ترتيب وتنسيق مع الجانب الروسي الذي يتولى الإشراف على هذه العمليات.”

 ولم تعلق وزارة الدفاع التركية على سحب نقاط المراقبة من مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية ونشرها في جبل الزاوية جنوبي إدلب.

وأضاف المصدر أن “الانسحابات التركية تتم من نقاط محاصرة من قبل الجيش السوري منذ شباط وآذار الماضيين.”

وكان مصدر من تنظيم هيئة تحرير الشام، قد قال الأحد الماضي، لنورث برس، إن تركيا تستعد لإخلاء نقاط المراقبة، والبالغ عددها 12 نقطة، والواقعة في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

وكانت تركيا قد أقامت 12 نقطة مراقبة في منطقة “خفض التصعيد”، ضمن اتفاق “أستانا ” 2018، وسبق لتركيا أن رفضت عروضاً روسية بربط الملفات وتعويض أنقرة بمكاسب في ليبيا، لكن تركيا تمسكت بفصل الملفات عن بعضها البعض ومناقشة كل منطقة على حدة.

ويرى مراقبون أن شروع أنقرة بسحب نقاط لها من مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري، يعني أنها توصلت وموسكو إلى حلول وسط بين المطلب الروسي بإخلاء تركيا لجنوب الطريق m4، وبين المطلب التركي المتضمن انسحاب القوات السورية الحكومية إلى حدود “سوتشي”، مع الاتفاق حول آلية مشتركة للإشراف على فتح الطرق الدولية.

“خطوات متفق عليها”

بدوره، قال كمال الجفا، وهو خبير سوري في الشأن العسكري، لنورث برس، إن ما يجري في إدلب، هو ضمن إيقاع منضبط ومتفق عليه بين روسيا وتركيا، “فعملية الانسحاب والتفكيك تتم بحماية القوات الروسية .”

وأضاف: “ومن غير الممكن حالياً ، وقوع أي صدام عسكري مباشر بين الجيش السوري والتركي ، أو بين السوري والروسي من جهة والتركي من جهة اخرى.”

ووفق “الجفا”، المقيم في حلب والمقرب من الدوائر العسكرية الحكومية، ليس هناك مصلحة لأحد بتفجر الوضع، فروسيا تعتبر تركيا حليفاً استراتيجياً في معظم ملفات المنطقة وخاصة بعد اتفاق ناغورني كراباخ .

وكان الجيش التركي قد قام أيضاً بإخلاء نقطتي حي الراشدين ومعمل الكوراني بريف حلب الجنوبي بالكامل إلى مواقع وتلال استراتيجية في جبل الزاوية، كما قام بتدعيم قاعدة “الشيخ تمام” في قرية “معراتة”.

ويعتقد “الجفا” أن تركيا تنسحب من هذه النقاط لأنها اصبحت تمثل عبئاً عليها، ولن يكون لهذه لها أي دور في تأمين الطريق الدولي أو السماح لها بإقامة نقاط تفتيش .

إعداد: أوس حمزة- تحرير: حكيم أحمد