تفاقم أزمة المياه شمال حسكة وسكان يعتمدون على مياه غير صالحة
تل تمر – نورث برس
تتفاقم مشكلة انقطاع المياه في بلدة تل تمر بريف مدينة حسكة الشمالي، إثر إيقاف ضخها من محطة علوك بريف مدينة سري كانيه (رأس العين) الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها.
وأوقفت القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها، منذ الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، تشغيل محطة المياه التي تغذي مدن حسكة وبلدات وقرى شمالها.
وعلى غرار المناطق الأخرى في منطقة حسكة، يعتمد سكان بلدة تل تمر وريفها في احتياجاتهم اليومية من المياه على الصهاريج المتنقلة الخاصة والصهاريج التابعة للبلدية.
لكن عدم تلبية الصهاريج لنصف احتياجات المنطقة دفع البعض لاستخدام مياه الآبار غير الصالحة للشرب.
وتقوم الصهاريج بتعبئة المياه من منهل بقرية عين العبد شرقي تل تمر، والذي يعتبر الوحيد الصالح للشرب في محيط البلدة، بحسب دائرة المياه بتل تمر.
وقالت حليمة خلف (64 عاماً) وهي مهجرة من ريف سري كانيه وتسكن في حي الحمرة ببلدة تل تمر، أنها تضطر إلى غلي مياه الآبار وتبريدها لتتمكن من استخدامها في الشرب.
وأضافت لنورث برس: “نشرب مياه الآبار المرة والعكرة، حالتنا يرثى لها.”
وتقوم أربعة صهاريج تابعة لبلدية تل تمر بتعبئة خزان المياه سعة خمسة براميل بألف ليرة، بينما تقوم الصهاريج الخاصة بتعبئته بـ3500 ليرة سورية.
وانتقدت مديرية مياه الشرب بمقاطعة حسكة، الاثنين الماضي، ما وصفته بـ”صمت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية” حيال استمرار الجيش التركي وفصائل المعارضة في قطع المياه عن نحو مليون شخص بمدينة حسكة وريفها.
وأعلنت مديرية مياه حسكة التابعة للإدارة الذاتية، الأسبوع الفائت، حالة الطوارئ بسبب انقطاع الوارد المائي من محطة علوك.
وقال دحيمر سليمان (55 عاماً)، وهو من سكان تل تمر، إنه يجد صعوبة في تأمين المياه من الصهاريج المتنقلة، “منذ أكثر من عشرة أيام استطعت تعبئة خزان منزلي، سعة خمسة براميل، لمرة واحدة فقط.”
ويضطر “سليمان” كسائر سكان بلدته إلى استخدام مياه الآبار الموجودة في الأحياء للشرب، “نعرف أنها غير صالحة للشرب، لكن ماذا نفعل؟ نحن مجبرون على استخدامها للشرب والغسيل.”
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية قد قالت في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إن الحكومة التركية تقوم “بممارسات غير قانونية ولا إنسانية لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.”
وقال خالد حمي، وهو إداري في دائرة المياه بتل تمر، إن استمرار تفاقم أزمة المياه في منطقة حسكة مرتبط باستمرار استجرار الفصائل المعارضة التابعة لتركيا للتيار الكهربائي المغذي لمحطة آبار علوك.
وأضاف: “هذه التجاوزات تحول دون تغذية سري كانيه بكمية 8 ميغا واط من الكهرباء لتشغيل المحطة وإنارة المدينة.”
وذكر “حمي” أن دائرة المياه في تل تمر تعمل حالياً على دراسة مشروع بديل عن محطة علوك، “عبر حفر آبار في قريتي الصالحية وجولبستان شرق تل تمر، بعد التأكد من غزارتها وصلاحيتها للشرب.”