قامشلي.. كورونا وغلاء الأسعار يحدّان من استعدادات الاحتفال بعيد الميلاد
قامشلي – نورث برس
تسبب وباء كورونا المستجد بالحدِّ من تحضيرات احتفالات عيد الميلاد في مدينة قامشلي شمال شرقي سوريا هذا العام، بينما تشهد محال بيع الحلويات والزينة إقبالاً ضعيفاً بسبب غلاء الأسعار.
وقال كابي كريغو، وهو إداري في مؤسسة الفوج الكشفي الرابع للسريان الأرثوذكس في قامشلي (مؤسسة تابعة للكنيسة السريانية)، إن معظم نشاطات الفوج والمؤسسات الكنسية الأخرى أُلغيت هذا العام “تخوّفاً من انتشار فيروس كورونا وتطبيقاً لقرارات الحظر.”
وأضاف “كريغو” أن نشاطاتهم السنوية الخاصة بعيد الميلاد تأثرت هذا العام بسبب الإجراءات المتبعة للوقاية من الفيروس، “لا نستطيع إقامة التجمّعات والكرنفالات الميلادية المعتادة.”
وتخضع كافة مناطق شمال شرقي سوريا لإغلاق جزئي بدأ في السادس من الشهر الجاري ومن المقرر أن يستمر لمدة أسبوعين، وذلك بعد عشرة أيام من الإغلاق الكلي.
ويعتبر عيد الميلاد ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة، ويُمثّل تذكار ميلاد يسوع المسيح في الـخامس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر من كل عام.
وكانت مدينة قامشلي تشهد في الأعوام السابقة وقبل عيد الميلاد إقامة كرنفال ميلادي بمشاركة مختلف المؤسسات الكنسية إلى جانب حضور مؤسسات مدنية، إذ كان الأطفال يرتدون أزياءً تنكرية وأخرى خاصة بـ”بابا نويل” ليتم توزيع الهدايا عليهم في الشوارع على وقع أغاني الميلاد.
وكان عدد المشاركين في الكرنفال يصل لأكثر من ألف شخص، بالإضافة إلى إقامة حفلات وتزيين للأحياء والشوارع داخل المدينة.
فيما كانت الأسواق ومحلات بيع الزينة والحلويات والألبسة تشهد اقبالاً كبيراً على الشراء تحضيراً لعيد الميلاد.
ويستعد سكان مسيحيون في قامشلي للعيد وفق الظروف الحالية، إذ يقتصر التزيين على بعض الأبنية والشوارع، بينما ستقيم مؤسسة الفوج الكشفي الرابع للسريان الأرثوذكس حفلاً صغيراً ضمن المؤسسة، بحسب “كريغو”.
وأشار “كريغو” إلى أن الحفل سيضمُّ عناصر المؤسسة لترنيم الصلوات وأغاني الميلاد وتوزيع الهدايا عليهم.
وكان الفوج الكشفي الرابع يحتفل أيضاً بعيد البربارة في الرابع من كانون الأول/ديسمبر من كل عام، فيقوم عن طريق فرقته النحاسية بالعزف على الآلات الموسيقية في أحياء مدينة قامشلي، بالإضافة لحفلة تنكرية لأعضائه من الأطفال.
ولكن الاحتفال أُلغي هذا العام بسبب وباء كورونا وإجراءات الإغلاق.
وعيد البربارة أو عيد القديسة بربارة أو عيد الشهيدة بربارة هو عيد مسيحي يُحتَفل به بشكل خاص في لبنان وسوريا وغيرها من الدول.
من جانب آخر، حَرَمَ ارتفاع الأسعار العديد من العائلات من التجهيز والتحضير لأجواء عيد الميلاد كالسابق، من شراء الحلويات وأشجار الزينة وشراء الهدايا والألبسة الجديدة.
وقالت رنا كورية، وهي سريانية من سكان مدينة قامشلي، إنها فضّلت هذا العام صنع زينة العيد بيديها، “أسعار الزينة مرتفعة جداً ولا نستطيع تحمّل تكاليفها.”
وتقوم “كورية” بتأمين مواد بسيطة من المنزل أو الحدائق كأغصان الأشجار والصنوبر الجاف لتصنع زينة للعيد بنفسها.
لكن تحضير الزينة المنزلية لا يعني انتهاء مشكلة الغلاء، فالعائلات تحتاج على الأقل شراء الأطعمة والألبسة والهدايا لأطفالها.
تضيف “كورية”: “لا أستطيع حرمان أطفالي من اقتناء ثياب جديدة في العيد، ولا أستطيع حرمانهم من بهجة العيد والهدية الخاصة بالميلاد، أحاول قدر المستطاع تخفيف المصاريف ولكني مجبرة على شراء بعض الحاجيات رغم الأسعار المرتفعة.”
ويتراوح سعر شراء بنطال في أسواق مدينة قامشلي ما بين 20 و30 ألف ليرة، بينما يصل سعر الأحذية والمعاطف الشتوية في بعض المحال لأكثر من 70 ألف ليرة.
وقال منذر رفيع، وهو صاحب محل حلويات في سوق مدينة قامشلي، إن الأيام الأولى من الشهر كشفت أن “الإقبال ضعيف جداً هذا العام مقارنةً بالسنوات السابقة.”
وشهر عيد الميلاد هو موسم خاص بالنسبة لأصحاب محال الحلويات في قامشلي، لكن “رفيع” يقول إن السكان باتوا يسألون عن أسعار الحلويات بتردد في شرائها.