محلل أميركي لنورث برس: العقوبات الأميركية والأوربية على تركيا متكاملة ومدمرة لصناعتها العسكرية
واشنطن – نورث برس
قال عضو مركز أبحاث أتلانتيك الأميركي، ثيودور كاراسيك، إن العقوبات الأميركية متكاملة بشكل أو بأخر مع العقوبات الأوروبية على تركيا وستحرمها من عقود بملايين الدولارات.
وأضاف كاراسيك في تصريح خاص لنورث برس أن العقوبات ستفقد السوق التركية آلاف فرص العمل وأن المستثمرون عموماً سيفقدون ثقتهم بتركيا كخيار أمن لاستثماراتهم.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، الإثنين الفائت، عقوبات على إدارة الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل دمير و ثلاثة أفراد آخرين مرتبطين بإدارته.
وأشار المحلل الأميركي أن العقوبات لها عدة أهداف ونتائج وفي مقدمتها أثرها المدمّر على الصناعات العسكرية التركية وموقع تركيا كنقطة صناعية هامة في العالم.
ويقول كاراسيك، حكومة أردوغان ارتكبت خطأً داخلياً فادحاً وهو رفع التوقعات لدى الجمهور التركي بما ستكون عليه قرارات تركيا مستقبلاً .
وأضاف أن الترويج بأن تركيا أصبحت دولة قوية جداً بسيادة حديدية ولن ترضخ للضغوطات الغربية سيجعل خطوة التفاهم مع واشنطن والناتو، والتي تتطلب تنازلات، صعبة على أردوغان داخلياً أيضاً.
وبحسب كاراسيك، من الأهداف الأخرى للعقوبات التي تستهدف لأول مرة بهذا الشكل حليف في الناتو هي إرسال رسالة ودرس لجميع من يفكر بالتلاعب بمصالح الناتو.
ويرى المحلل الأميركي أن العقوبات سيكون لها تبعات سلبية على تركيا ودول أخرى ستراقب وتتعلم مما سيحدث لأنقرة.
وتوقع كاراسيك أن تكسر العقوبات أشياء في العلاقة التركية الغربية لن يكون إصلاحها بالأمر الممكن.
وقال عضو مركز أبحاث أتلانتيك إنه وبالرغم من تركيز العقوبات الأميركية على ملف إس-400 إلا أنها تهدف إلى جعل تركيا تغير من كل طريقة تعاطيها في المنطقة.
وتوقع أن يشمل ذلك جميع الملفات التي توغلت فيها روسيا مثل سوريا وليبيا وأذربيجان حيث ترى الولايات المتحدة وأوروبا أن هذا سيغير تلقائياً من سلوك تركيا أيضاً.
وأشار المحلل إلى أن تركيا اعتمدت في هذه التدخلات على التحالف مع روسيا واللعب كعامل تخريبي للناتو وأهدافه وهو أمر يسعد روسيا.
وقال كارسيك إن تصرف تركيا على نحو آخر سيدفع روسيا إلى عرقلة مصالح تركيا في هذه الملفات.
وأضاف أن العقوبات هي فرصة لتركيا أيضاً لكي تلعب دوراً بناءً في الناتو هذه المرة لعرقلة المصالح الروسية بعد أن لعبت دوراً سلبياً ضد الناتو ومصالحه.
وأشار كاراسيك إلى أن إدارة بايدن التي ترغب بالتعامل بحزم مع تركيا وحزم أكبر مع روسيا تمتلك الآن ورقة قوية وهي ورقة العقوبات على أنقرة لتغيير سلوكها.
وأدانت وزارة الخارجية التركية، العقوبات الأميركية ووصفتها بأنها “أحادية الجانب وستضر بالعلاقات، ودعت واشنطن إلى التراجع عن “الخطأ الكبير الذي ارتكبته” بفرض العقوبات.
وتوقع كاراسيك أن يكون هناك ردود فعل عنيفة لأردوغان في الفترة المتبقية من حكم ترامب في محاولة منه للاستحواذ على قدر أكبر من المكاسب الاستراتيجية.
وقال عضو مركز أبحاث أتلانتيك الأميركي ثيودور كاراسيك، إن ردود فعل أدروغان قد تتمثل في هجوم عسكري في سوريا، خلال هذه الفترة.