آراء شبابية متباينة في دمشق حول أفق الحراك الشعبي في سوريا
دمشق – نورث برس
تتباين آراء طلاب جامعيين في العاصمة دمشق حول آفاق بدء احتجاجات شعبية جديدة لا سيما مع الأزمات المعيشية المتلاحقة في مناطق سيطرة الحكومة السورية.
وخلال السنوات الأخيرة، لم تكد تنتهي المعارك في محيط العاصمة دمشق، حتى ظهرت بوادر احتجاجات على الأوضاع المعيشية المتردية في الساحل السوري وفي مدينة جرمانا بريف دمشق.
كما انطلقت حملة تحت شعار “بدنا نعيش” في محافظة السويداء مطلع العام الجاري.
ورغم أن تلك الاحتجاجات خفتت بعد فترة قصيرة من انطلاقتها، لكن الأوضاع المعيشية استمرت بالتدهور إلى درجةٍ غير مسبوقة، لا سيما ما يخصُّ نقص وغلاء المحروقات والخبز والكهرباء.
“احتمالات مفتوحة”
ورأت عهد السالم (25 عاماً)، وهو اسم مستعار لمتخرّجة من كلية الإعلام بجامعة دمشق، أنه من المنطقي أن يشهد الشارع السوري حراكاً شعبياً قريباً، “لأن الأوضاع المعيشية قد بلغت حداً لا يُحتَمل.”
وأضافت لنورث برس: “الإنسان بطبيعته يثور ضد الجوع والظلم.”
وتعتقد “السالم” أن الاحتمالات مفتوحة أمام انطلاق احتجاجات معيشية، لأن ما بدأ في العام 2011 كان يُعتَبرُ ضرباً من الخيال رغم وجود فروع الأمن في سوريا والتي ما زالت تشكِّل مصدر رعب للسكان.
“شعارات فقدت بريقها”
وقال أحمد السعود (21 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالب في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة دمشق، إنه لا يتوقع انطلاق أي حراك شعبي جديد في المستقبل القريب.
“لأن أي تحرّك من هذا النوع سيُقابل برفض من جانب الشعب قبل الحكومة لأن الوقت لم يعد مناسباً بنظر الكثيرين.”
وأضاف “السعود” لنورث برس، أن البعض يرى أن الخروج للمطالبة برغيف الخبز أو بعودة التيار الكهربائي أو ضد غلاء الأسعار بمعزل عن الحالة العامة للبلاد سيكون منقوصاً.
وتختلف وجهات نظر سكان ونشطاء سوريين للاحتجاجات المعيشية، فالبعض يراها منقوصة إذا لم تكن في إطار ثورة، منتقدين النبرة “التوسلية” في شعاراتها بدل الشعارات الغاضبة التي بدأت بها احتجاجات العام 2011.
لكن آخرين يرون أن تفاقم الأوضاع المعيشية جعلها أبرز هموم المجتمع في سوريا، ويستشهدون بالثورة الفرنسية التي لم تفقد قيمتها لمجرد كونها “ثورة جياع.”
لكن”السعود” قال أيضاً إن الناس نفروا وملّوا من شعارات الاحتجاجات عن “الكرامة والثورة” والتي فقدت بريقها وارتبطت في أذهانهم بذكريات سيئة.
ويرجِّح الطالب الجامعي حدوث “حراك ما” في محافظتي السويداء ودرعا، ” فهذا ليس بجديد عليهم والشباب هناك لديه حماس مكبوت من الممكن أن يطلق له العنان في أيّ لحظة.”
“خط أحمر تنازلي”
إلا أن سلمى حجاج (24 عاماً)، وهو اسم مستعار لمتخرّجة من كلية التربية بجامعة دمشق وتقيم في مدينة السويداء جنوبي سوريا، قالت إنها لا تتوقع قيام احتجاجات شعبية حتى من قبل أولئك الأكثر تضرراً من الأوضاع الاقتصادية، “لأن الخوف يسيطر على قلوب الناس.”
وأضافت أن “الناس يحددون لأنفسهم خطاً أحمر، لكنهم يستمرون في التنازل مع أزمات جديدة.”
وترى “حجاج” أن الاحتجاجات الشعبية الحقيقية يجب أن تكون ضد الحكومة وضد نظام الحكم، ” لأنهما السبب الأساسي لكلِّ الأزمات التي حلّت بنا.”