مخاوف سكان بريف تل أبيض الغربي من عملية عسكرية وسط استمرار القصف التركي
كوباني – نورث برس
يقول سكان القرى القريبة من خطوط التماس بريف تل أبيض الغربي، شمالي سوريا، إن قصف تركيا وفصائل المعارضة التابعة لها لقراهم وبلدة عين عيسى شمال الرقة بشكل مستمر يحرمهم الاستقرار في حياتهم وأعمالهم.
ويتخوّف السكان من احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة في المنطقة بعد تكثيف قصفها على المنطقة مؤخراً.
ويضطر سكان القرى القريبة من خطوط التماس مع فصائل المعارضة التابعة لتركيا بريف تل أبيض الغربي إلى التنقل من قراهم باتجاه مدينة كوباني وريفها ليلاً والعودة صباحاً خوفاً من أيّ قصفٍ أو هجومٍ تركي على المنطقة.
وقال محمود بوزان (56 عاماً)، وهو من سكان قرية الجرن بريف تل أبيض الغربي، إن معظم سكان القرية نزحوا منها بسبب القصف التركي المستمر على بلدة عين عيسى واستهداف قريتهم بقذائف.
وتسكن في قرية الجرن حالياً أربع عائلات فقط، معظم أفرادها الباقين في القرية من كبار السن بينما نزح أفرادها الآخرون إلى مدينتي كوباني والرقة.
وتعرضت القرية، قبل بضعة أيام، للقصف من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها، ما تسبّب بحالة ذعر بين المدنيين.
ويضطر سكان القرية للمجيء إلى أراضيهم نهاراً والعمل فيها ليخرجوا منها ليلاً باتجاه أماكن إقامتهم.
ووفقاً للتقرير الشهري الصادر عن مكتب الرصد العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، فقد صعّدت القوات التركية والفصائل المسلّحة المدعومة من تركيا، خلال الشهر الماضي، من هجماتها على مناطق في ريفي تل أبيض وسري كانيه (رأس العين).
وخرقت تركيا مجدداً، اتفاقية السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي مع الولايات المتحدة واتفاقية الواحد والعشرين من الشهر ذاته مع روسيا، عبر الاستهداف المتكرر والمتعمَّد لقرى وبلدات ومواقع محاذية للمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وعبّر “بوزان” عن قلقه وحالة الحيرة لدى سكان القرية، “فنحن لا نعرف ماذا نفعل، لا نستطيع البقاء بسبب القصف والمخاطر ولا المغادرة وترك منازلنا وأراضينا.”
وأشار إلى أنهم لا يثقون بروسيا كضامن للأمن في المنطقة، “فرغم وصول دورياتها بشكل دائم إلى القرية ومحاولة السكان الحديث إليهم لكن دون جدوى، لأن روسيا تهدف إلى تحقيق مصالحها.”
وكان قصف تركي على قرية الجرن قبل عدة أشهر قد تسبّب بتدمير معدات وسور محطة وقود عائدة ملكيتها لـ”بوزان”، حيث أغلق المحطة أثناء العملية العسكرية التركية ضد منطقتي تل أبيض وسري كانيه العام الماضي.
وكانت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة قد سيطرت على منطقتي سري كانيه وتل أبيض إثر عملية عسكرية شنّتها ضد المنطقتين في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
وقال سكان قرية الجرن إن أي عملية عسكرية تركية أو محاولة “احتلال” بلدة عين عيسى سيتسبّب بنزوح العائلات الباقية في القرية لتظهر بالنتيجة مأساة إنسانية جديدة.
وكانت مصادر محلية موثوقة قد كشفت، الخميس الماضي، عن أن اجتماعاً جرى الثلاثاء الماضي، في مدينة أعزاز بالريف الشمالي لحلب، بين ضباط أتراك وقادة الفصائل التابعة لتركيا، جرى خلاله التحضير لهجوم على مناطق منبج وعين عيسى وتل تمر.
وقالت المصادر، لنورث برس، إن رتلاً ضخماً للقوات التركية توجّه إلى ريف منبج، قادماً من ثلاثة محاور هي الباب والراعي وجرابلس.
وقال بشير الإبراهيم من سكان قرية خانه (بندرخان) بريف تل أبيض الغربي، إن التهديدات التركية والقصف المستمر وعدم الاستقرار في المنطقة يحول دون سير عمل المزارعين في أراضيهم بشكل جيد.
وأضاف “الإبراهيم” أنهم نزحوا سابقاً من القرية مرتين إثر استهدافها بالقذائف، وهو ما أثّر على أوضاعهم بسبب اعتمادهم الرئيسي في موردهم الاقتصادي على زراعة أراضيهم وتربية المواشي.
وقال سكان من قرية خانه إن الدوريات الروسية تمرُّ من القرية بشكل مستمر، لكن القصف التركي يبدأ فور خروج الدوريات من المنطقة.
وتتعرض قرى خانه والحرية وكوبرلك وبنات علي وغيرها من القرى بريف تل أبيض الغربي لقصف القوات التركية وفصائل المعارضة بشكل متكرر.
وقالت عين زلخه حمك (69 عاماً)، وهي من سكان قرية بغديك بريف تل أبيض الغربي، إن سقوط القذائف على القرى القريبة منهم وعدم الاستقرار يمنعهم من القيام ببناء غرفة أو منزل لهم ولأولادهم.
وذكرت أن الرجال لا يستطيعون القيام بأعمالهم خارج القرية لأنهم يضطرون لإبقاء السيارات والآليات أمام منازلهم خوفاً من تطورات عسكرية تجبرهم على إخراج الأطفال والنساء من القرية.
وقام سكان قرية بغديك بزراعة أراضيهم هذا العام “ولكنهم لا يعرفون إن كانوا سيجنون الإنتاج أم لا”، وفقاً لما ذكرته “حمك”.
وأشارت “حمك” إلى أنهم لا يستطيعون النوم أحياناً ويضطرون للسهر حتى الصباح، بسبب مخاوفهم من تطورات الأوضاع العسكرية.