عاملون في قطاع الدراما: تدني أجور الممثلين في سوريا يدفعهم لبلدان أخرى
دمشق – نورث برس
يقول ممثلون ومدراء إنتاج سوريون إن تدني الأجور المعروضة للممثلين في الأعمال الدرامية على الأراضي السورية يدفعهم نحو بلدان أخرى وخاصةً لبنان.
بينما يرى صحفيون عاملون في الشأن الفني أن نقابة الفنانين إلى جانب “أيادٍ خفية” تتحمّل مسؤولية انخفاض هذه الأجور.
“أجور قليلة”
وأرجع رامي عبيدو، وهو مدير إنتاج يقيم في دمشق، سبب تدني الأجور لبعض الممثلين إلى سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، إضافةً إلى أن “لبنان استغلَّ سوق الدراما السورية في ظروف الحرب.”
وقال لنورث برس، إن “اللبنانيين يمتلكون منتجين حقيقيين يعرفون كيف يُصنع العمل الدرامي وكيف يُباع.”
وذكر “عبيدو” أن أجر الممثل السوري قبل الحرب كان أعلى من أجر الممثل اللبناني، “ولكن الآن وللأسف أعلى أجر لممثل سوري هو أقل من أجر الممثل اللبناني.”
ويجد الممثل السوري الأجر المرصود له في لبنان كبيراً ولو كان أقلَّ من نظيره اللبناني، بينما يجد أجره المدفوع من المنتج السوري قليلاً مهما كان، “وهنا يظهر أثر سعر الصرف.”
ورأى “عبيدو” أن الحلَّ يكون بالقدرة على منافسة المنتج من حيث طريقة التفكير والعقلية الانتاجية، “ويجب إيجاد حلول لصعوبات توزيع العمل الدرامي السوري وإنهاء حالة المقاطعة غير المُعلَنة لهذا الإنتاج.”
“اعتذارات بسبب الأجر”
وعلى الرغم من عدم تعميم حكمِه على الجميع، يرى مدير الإنتاج السوري أن غالبية الممثلين السوريين ما عادوا يلتفتون للقيمة الفنية للدور، بعد أن كانوا سابقاً يختارون دوراً ذا قيمة فنية عالية حتى لو كان أجره قليلاً.
وأضافَ أن الجيل الجديد من الممثلين لا يهتمُّ سوى للأجر والسعي لتحقيق ثروة مالية بسرعة كبيرة، “وهذا ما يجذبهم للعمل في لبنان بأدوار لا قيمة فنية لها، بينما يرفضون أدواراً في الداخل يمكن أن تجعلهم نجوم المستقبل”، على حدِّ قوله.
لكن الممثل السوري فادي صبيح، قال في حديثٍ لنورث برس، إن الأجور المدفوعة حالياً “لا تناسب الظروف الاقتصادية التي نعيشها، وهناك زملاء لنا يعانون من صعوبات كبيرة.”
ورأى أن على نقابة الفنانين أن تفرض حداً أدنى من الأجور وأن تستفيد من التجارب العربية والعالمية بهذا الخصوص.
ورفض “صبيح” اتهام الممثلين بالاهتمام بالأجر وحده، “فأنا مستعدٌّ للتخلّي عن جزءٍ من أجري إذا كان للدور قيمة فنية عالية تلامس أحلامي الفنية.”
وأضاف: “لكن هذا لا يعني أن أتخلّى عن نصف أجري كما حدث معي في مسلسل الحرملك، إذ اعتذرت لأن الأجر لم يكن جيداً.”
“علاقات شخصية”
وللصحفي أحمد علاء الدين، وهو رئيس تحرير موقع ليبانون دايلي ويقيم في دمشق، رأيٌ أخر حول تحديد أجور الممثلين، فهو يرى أن هناك “أيادٍ خفية” تتحكم بموضوع أجور الممثلين من خلال العلاقات الشخصية والسهرات.
وقال: “إذا أردنا أن نكون واقعيين، فيجب أن نقول أن للعلاقات الحميمية دورٌ في تحديد أجور بعض الممثلات.”
وأشار “علاء الدين” إلى أن “الأرقام الفلكية” المُعلَنة “ما هي إلا أوهام وفقاعات إعلامية صفراء تبرّر للمنتج أن يطلب بدوره أرقاماً فلكية من المحطات.”
وقال وسام كنعان، وهو صحفي متخصص بالشؤون الفنية ومدير تحرير موقع هاشتاغ سوريا، لنورث برس، إن المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني التي حددت أعلى أجر بـ 15 مليون ليرة سورية كانت قد تجاوزت هذا الأمر مرات كثيرة.
وأضاف: “الأجور تدفع في القطاعين العام والخاص بطريقة فيها تمييز كبير وعدم إنصاف.”
ويرى “كنعان” أن المنتج السوري الذي يبيع إنتاجه بالعملة الصعبة “يظلم الممثلين”، وأن الحل يكون بدورٍ فاعل لنقابة الفنانين والمؤسسات المعنية بالإنتاج الدرامي “لأن مهمتها الأولى هي الدفاع عن حقوق الممثل.”