الحوار بين الأحزاب الكردية… سكان في ديرك يأملون التوصل لنتائج

ديرك – نورث برس

تزامناً مع استئناف المفاوضات بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي في شمال شرقي سوريا، عبَّر سكان في مدينة ديرك (المالكية)، عن أملهم في نجاح الحوار للوصول إلى وحدة موقف بين طرفي الخلاف.

ويرى سكان في ديرك، شمال شرقي سوريا، أن الحاجة للاتفاق ما زالت ملحّة، بينما يؤمن آخرون بدروس التاريخ التي يقولون أنها تفيد أن الانتفاضات التحررية الكردية كانت تفشل بسبب نجاح خصوم الكرد في بثِّ خلافات بينهم.

وكان محمد موسى، الأمين العام للحزب اليساري الكردي في سوريا، قد قال لنورث برس، الأربعاء، إن مفاوضات الوحدة بين الأحزاب السياسية الكردية ستبدأ “خلال الأيام القليلة القادمة” بوجود الراعي الأميركي.

وعبّرت أليفة قاسم (42 عاماً)، وهي من سكان مدينة ديرك، عن سعادتها بالمفاوضات لتوحيد ما وصفته بـ”البيت الكردي.”

وقالت لنورث برس: “نحن بحاجة لذلك لأننا وإن اختلفنا لسنوات، فسنبقى نحن الكرد أخوة وأخوات.”

وتعتقد “قاسم” أن المباحثات ستنجح وسينتهي الصراع السياسي بينها، “فلا شيء مستحيل.”

وقال علي يوسف (65 عاماً)، وهو موظف في المركز الثقافي بديرك، إنه يثق في المبادرة “التي أطلقها الجنرال مظلوم عبدي ودعا الأهالي والمؤسسات إلى دعمها و لا سيما المثقفين والفنانين.”

وأضاف أن وحدة المكوّن الكردي ستمكِّن من “إتمام مجابهة العدو”، على حدِّ تعبيره.

ويستشهد “يوسف” بالتاريخ، إذ كان أعداء الكرد يستخدمون بعضهم لمواجهة ثورات البعض الآخر.

ويعتقد أن الطرف الذي سيتسبب بإخفاق هذه المباحثات سيجني “لعنة التاريخ.”

وكانت المفاوضات الكردية قد توقفت بسبب سفر الفريق الأميركي الدبلوماسي من شمال شرقي سوريا إلى الولايات المتحدة لانشغال البلاد بالانتخابات الرئاسية.

ونفى فيصل يوسف، عضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي، عبر حسابه الشخصي على موقع “فيسبوك”، يوم الجمعة الفائت، أن يكون سبب توقف المفاوضات خلال الفترة السابقة هو “خلافات استعصى حلها”، فالمفاوضات هي أصلاً لحلِّ الخلافات القائمة، على حدِّ قوله.

ويعتقد معظم السكان الكرد أن ما يتهدد الحوار الكردي هو تغليب المصالح الحزبية الضيقة على المصلحة القومية والوطنية العامة، وأن ما سيدفع باتجاه الحل هو تنازل الأطراف المختلفة عن مصالحها الجهوية.

لكن عبد العزيز درويش، وهو بائع مواد غذائية في المدينة، يشعر بالأسف “لأن أحزاب الوحدة الوطنية والمجلس الوطني الكردي اتفقت على صعيد المبادئ السياسية خلال عشرة أيام من المباحثات، بينما مرّت ثمانية أشهر ولم تتفق على الصعيد الخدمي.”

ويعتقد “درويش” أن الطرفين سيصلان إلى حل “إن كان قرارهما مِلكهما.”

ودعا عبد الله حمزة (60 عاماً)، وهو بائع مواد غذائية، طرفي المباحثات إلى “الابتعاد عن التحزّب، والتمسّك بالانتماء الكردي.”

ورأى أن من الطبيعي وجود شعارات مختلفة على طاولة الحوار، “لكن الأهم هو التمسّك بالمصلحة الكردية العامة لنيل دعم الشعب.”

وأضاف “حمزة” أن عدم التفاهم حول بعض النقاط يعود إلى أن بعض الأطراف لا تملك قرار الاتفاق حولها.

وما يزال عبد الرحيم محمد (58 عاماً)، وهو صاحب مكتب عقاري في ديرك، يأمل نجاح المفاوضات “لأن الوحدة دليل الانتصار وحلِّ جميع مشاكل المنطقة.”

لكنه لا يخفي أن ذلك يحتاج لتنازل كلٍّ من طرفي الخلاف للآخر.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: حكيم أحمد