توزيع أول شحنة من لقاح كورونا في الولايات المتحدة.. لكن متى سيصل إلى سوريا؟

واشنطن – نورث برس

غادرت أول شاحنة تحمل نحو ١٨ ألف أمبولة من لقاح شركة فايزر المضاد لفيروس كورونا، الأحد، لتوزيعه في بورتيدج بولاية ميشيغان في لحظة تاريخية لمكافحة الفيروس.

ومن المتوقع أن يصل 189 صندوق من اللقاحات إلى جميع الولايات الخمسين يوم الإثنين مع توقعات بشحن 3900 أمبولة أخرى في وقت لاحق الأحد إلى ولايات أخرى.

وبحلول يوم الثلاثاء سيكون هناك أكثر من ٣٩٠ ألف لقاح متوفر في الولايات الأميركية بعد أن حصل اللقاح على أذن الاستخدام الطارئ من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

ومنحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الموافقة يوم الجمعة على لقاح شركة الأدوية فايزر وأوصت به للأشخاص المعرّضين للإصابة بتبعات خطيرة من جراء الإصابة بالفيروس.

متى سيصل اللقاح إلى سوريا ؟

كتبت شبكة “إن بي سي” نيوز أن التوصل إلى اللقاح خطوة أولى مهمة لمكافحة الوباء إلا أن التحدي الثاني الذي يواجه البشرية يتمثل بإمكانية إيصاله إلى ٧.٨ مليار نسمة حول العالم.

ويعتبر عدد ٧.٨ مليار نسمة جزء صغير من سكان العالم الذين يجب أن يصلهم اللقاح لضمان القضاء عليه نهائياً ووقف تهديد البشرية بسبب فيروس كوفيد -١٩.

وقال ديفيد سالزبوري، المدير السابق لقسم التحصين في الحكومة البريطانية لـ”إن بي سي نيوز”: “الخطوة الأولى ربما كانت الجزء السهل والتحدي الذي يواجهنا اليوم هو الأصعب.”

وفي حين تم تقديم طلبات على شراء اللقاح من قبل معظم دول العالم، تفتقر الدول الفقيرة والتي تعاني من صراعات وحروب القدرة عل تأمين اللقاح.

يجري ذلك رغم تعهّد كبار الدول في قمة العشرين الأخيرة ضمان إيصال اللقاح إلى دول تعاني من صراعات مثل اليمن وسوريا ودول في إفريقيا.

وتعاني شركة فايزر وشريكها الألماني بيو تيك اللذان توصلا إلى اللقاح من عدد من المشكلات اللوجستية التي تمنع الشركتين من المضي قدماً بإنتاج مليارات الجرعات اللازمة.

وأثيرت مخاوف بشأن حفظ لقاح فايزر وبيوتيك، لأنه يحتاج إلى البقاء في درجة حرارة تقارب 75 درجة مئوية تحت الصفر، وهي حرارة متدنية جداً يصعب ضمانها في الدول فقيرة.

وبينما تتنافس أوروبا وأميركا على شراء الحصة الأكبر من اللقاحات، تقول الطبيبة ناتالي روبرتس التي عملت مع منظمة أطباء بلا حدود: “ما يواجه مناطق الصراع بسبب كورونا أمر مخيف.”

 وتضيف: “أعرف كم سيكون من الصعب إيصال الجرعات لهذه المناطق أولاً بسبب عدم توفر جرعات كافية من اللقاح وثانياً بسبب صعوبة تأمين الفرق الطبية الكافي لإيصاله للناس إذا توفر أصلاً.”

وقالت: “لقد عملت في مناطق مثل سوريا واليمن وكونغو ومجرد التفكير بالأمر اليوم يخيفني، حيث أعرف أن الناس منتشرة في كل مكان في هذه الدول وبالقرب من حدودها.”

وترى الطبيبة روبرتس أن الناس الذين فروا إلى العراء واحترقت منازلهم والبنى التحتية الصحية في مدنهم… يجعل إمكانية الاحتفاظ باللقاح في أماكن باردة أمر شبه مستحيل.

وتقول روبرتس “التوصل إلى هذا اللقاح لا يعطي أملاً كبيراً لهذا الجزء من العالم، فمع قلة توفره حتى في الدول الغنية أعتقد أن هذا اللقاح موجود اليوم فقط لجزء محدود من الناس.”

أما الحكومة السورية وهي الجهة الوحيدة في سوريا المخولة بالتعامل رسمياً مع منظمة الصحة العالمية فلم تصدر منها أي تصريحات عن إمكانية إيصال اللقاح إلى سوريا.

لكن في تشرين الأول/ أكتوبر قال الرئيس السوري بشار الأسد، لوسائل إعلام رسمية روسية: “يسأل الجميع في سوريا عن لقاح سبوتنيك 5 الروسي ومتى سيكون متاحاً”.

إعداد: هديل عويس-تحرير: جان علي